ما أكثر ما تبعث عليه هذه الكلمات من وجع: ما بعد الطوفان، ما بعد الحرب الكونية 2، ما بعد العاصفة :
لتكن عاصفة الصحراء، ما بعد انسحاب تسونامي 2011،
العالم بعد… العالم قبل …،
أين يمكن أن يكون فردوسي المفقود؟
أم أن حياتنا مسلسل استيهامات فراديس لا تتوقف
إلا عند محطة القبر البارد الذي بلا حس ولا حياة؟
ومع ذلك تبقى هناك هذه الـ(مابعد ) ،
أفتكون محطة القبر آخر محطاتي الوهمية ؟
أم تكون محطة التعذيب الأولى التي يُلوَّح بها لي تحذيرا من عذاب لا يعذبه أحد؟
في هذا الـ (ما بعد) دائما إغراء لي بالاستمرار وانتظار مستحيل يأتي ولا يأتي.
الـ(ما بعد) حلم بالتحرر من آلام لحظة نحس أنها لا تريد أن تترك ما بيني وبين الاستماع إلى نبضات قلبي دون رهبة تفسد عليَّ لذة الرغبات الراهنة جميعها،
لمن ألجأ في تقريب لحظة محلوم بها لم أعشها بعد؟
وبمن ألوذ في استدعاء هذه الـ(ما بعد) حيث أكون قد نجوت من أي خطر ،
أيكون هناك من معنى لحياة دون الشعور بأن الذات مهددة بخطر ما ،
خطر زوالما هو خاص أو فقدان حبيب؟
أيكون هناك من معنى لحياة بلا ذاكرة أو نسيان؟
ألا تكون هذه الـ(مابعد) حين يؤثثها وهمي بما أريد تحقيقه هي ما يدعوني إلى البقاء ؟
أم هو خلاصي الذي لن يوجد في (مابعد) فقد ولدت كاملا ،
وها أنا ذا لا أستطيع استمراراً إلا مع أدائي يوميا من طاقتي وقواي ، فإذا نفد ما في يديَّ انتهيتُ إلى برد محطة
الـ (مابعد) المعتمة المجهولة. إلى رقاد وجد في الـ(مـاقبل) وسيوجد في (مابعد).
رقاد لا يشبه النوم لأنه لن ينتهي إلى صحو أبداً.
ملعون و وجودك يا ذاتي في الـ(ماقبل)
ملعون عدمي في الـ(مابعد)
فاللعنة …اللعنة …اللعنة ياشجرة حياة بلا ورد
فلا ورد …لا ورد لا ورد، ولا قبل ولا بعد.
——-‐————-
_ 27/04/ 2018