بأعلي مهارات الإتقان والتقمص بأعمق معاني الصدق الفني قدم لنا سبعة من الممثلين النجوم الكبار نموذجا لأدنيء مستويات الانحطاط اللاخلاقي واسوأ صور العلاقات السامة اللانسانية بين سبعة من الاصحاب هم ابطال فيلم ” اصحاب ولا أعز ” باكورة الانتاج العربي لمنصة نتفلكيس العالمية وماهي الا ساعات قليلة قد مضت علي عرض الفيلم حتي فوجئنا بعاصفة من الانتقادات للفيلم و الاتهامات لابطاله وخاصة بطلته المحبوبة مني زكي التي حظيت منها بنصيب الاسد إذ اتهمت بخدش الحياء العام واهدار قيم المجتمع وثوابته الاخلاقية وبالطبع لم يخلو الامر من حديث المؤامرة الماسونية العالمية لتدمير المجتمعات العربية ومن ثم كان لابد من مشاهدة الفيلم والتثبت من صحة ما ينشر عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي و التأكد من مصداقية المدافعين عنه علي شاشات الفضائيات بالفعل شاهدت الفيلم مرتين (وان تاخرت لاسباب تقنية) ومن ثم فأني بيقين راسخ اري ان ما اثير من انتقادات علي الفيلم ومحتواه الفني مقنعة بدرجة كبيرة ولها قدر كبير من الوجاهة والموضوعية دون مبالغة او تهويل بشأن ما اراد صناع الفيلم تمريره من افكار ورسائل مناقضة وناقضة لقيمنا المجتمعية عبر حوار بذيء خادش للحياء والذوق العام و لذائقة من شاهده فانتقده واعترض عليه .والفيلم تدور احداثه حول سبعة أصدقاء ثلاث ازواج وأعزب يجتمعون على العشاء في منزل احدهم ويقترحون من باب التسلية أن يلعبوا لعبة بحيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على مائدة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل والمكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع وسرعان ما تتحول اللعبة التي بدت مسلية إلى عاصفة من الفضائح والأسرار المحجوبة عن الجميع ليكتشفوا خلال سهرتهم تلك بانهم محض غرباء وليسوا بأصدقاء وتحولت دعوة العشاء الي عرض فضائحي حافل بالالفاظ البذيئة النابية و ذلك اول ما أثار المشاهدين وهنا اؤكد ان الحوار هو بطل الازمة ومفجرها اذ جاء بذيئا ومبتذلا لم يتقبله الجمهور فضلا عما كشفته هذه اللعبة الكارثية من اسرار ونزوات وخيانات بعضهم لبعض مما اثار غضب المشاهد وكيف لا يغضب وقد شاهد سلبية الزوج العاجز عن مواجهة زوجته الخائنة رغم تاكده من خيانتها له مع صديقه و رضائه بذهاب ابنته القاصر لتنام مع صديقها لقناعته بحريتها ان تفعل ماتريد دون قهر منه كيف لايغضب المشاهد وقد راي الزوجة الخائنة صاحبة فكرة اللعبة المشئومة وهي تستمرئ خيانة زوجها مع صديقه زوج صديقتها حتي بعد انكشاف امرهما معا كيف لا يغضب المشاهد من دعم الاصدقاء وتعاطفهم مع صديقهم المثلي بعد اعترافه لهم بمثليته دون ادني استنكار من جانبهم او ادانة كأنهم ارداوا ان يقولوا للمشاهد كن منفتحا متحررا متسامحا مع هذا المثلي اللطيف المسكين المضطهد ولابد من قبوله واحتوائه او ربما (إحتضانه إن ارتضيت ) ويبقي اشد مااثار غضب المشاهدين واشعل الازمة هو ما اتت به الزوجة المصرية السكيرة مريم ( مني زكي ) في اول مشاهد الفيلم حين خلعت ( الاندر وير ) ووضعته في حقيبة يدها قبل خروجها من منزلها في مشهد صادم فج دون ادني مبرر درامي مقبول له علي الاطلاق و ان كانت مريم تبرره لنا في حوارها مع زوجها بانها زوجة ذابلة تعاني حرمان عاطفي وجنسي جراء اهمال زوجها المشغول عنها باخريات يرسلن صورا اباحية علي هاتفه فبررت لنفسها خيانته واذاكانت بدايه الفيلم فاضحة بمشهد الاندوير لمني ركي فنهايته كانت ألاسوأ حيث انهم بعد ان انكشفوا وانفضحوا امام انفسهم وامام بعضهم البعض وقبل ذلك امام مشاهديهم خرجوا من السهرة كل الي حياته العادية كما جاءوا متسامحين مع كل موبقاتهم غافرين لانفسهم خطاياهم علي وعد اللقاء وكأن شيئا لم يكن .هذا هو الفيلم لمن لم يشاهده حتي لا تنخدعوا بما يردده جبهة الداعمين لرسالة الفيلم البغيضة واهداف تلك المنصة نعم هم انما يدعمون ثقافاتهم واختياراتهم وقناعاتهم هم قبل دعم بطلته المحبوبة والتي اقول لها بكل الصدق ان فعلتها الفاضحة الصادمة قبل ان تخدش حياء وقيم مجتمع انما خدشت مكانتها ومقامها الفني الرفيع في قلوب محبيها وعشاق فنها وكان الاولي بها الاعتذار لجمهورها ولمحبيها احتراما لنفسها ومسيرتها الفنية اما تسفيه راي الجمهور واتهامه بالجهل والتخلف لم يحدث ابدا عبر مسيرة عمالقة الفن ولم نسمع يه من قبل فليس كل من رفض الفيلم واعترض عليه سلفيا ولا اخوانيا ولاجاهلا هو ببساطة مشاهد مارس حقه الاصيل في رفض مايناقض ثقافته وعقيدته وذائقته الفنية و كل مايهدد اركان بيته وسلامه العائلي واذكرك بان اي فن مهما بلغت قيمته الابداعية بلا جمهور يتقبله ويحترمه هو محض دخان في الهواء ليس اكثر .