كتبت قبل ست سنوات عن “المعمم الجاسوس” محمد علي الحسيني، بعد استضافته من قبل موقع مغربي، وتم تقديمه على أنه “علاّمة شيعي”، وهو يدخل في إطار صناعة شهود الزور كأن تقدم لك قناة تلفزية شخصا “تافها” وتقدمه على أنه خبير في مجال من المجالات، والطريقة التي بها تقديم الحسيني كان الغرض منها هو دفعه عن طريق أسئلة مغرضة ليقول ما يريدون.
لقد تم أخيرا استخراجه من أحد المكاتب التي يتعيش فيها كي يقوم بالتمهيد لشيطنة محور المقاومة وهذا ما كتبته حينها:
يحاول الإعلام استغفال القارئ عبر صناعة شهود الزور. يسبغ عليهم الألقاب ليقوم من خلالهم بتوصيل الرسالة المطلوبة. وتتكرر هذه العملية مع الإعلام الذي يخدم أجندات معينة، حيث يستخرج أسماء من الحفر المظلمة ويصبغها مثل “سمساري الحمير”. يتخذ موقعا ليس له لتوزيع الألقاب على من يشاء وفق مشيئة من يدير دفة هذه القصة الخبيثة. وكلما تعلق الأمر بالتشيع يظهر من يوزع الألقاب دون دراية بمسالك تحديد الألقاب داخل مدرسة مختلفة.
من نماذج ذلك الحوار الذي أجراه موقع مغربي مع شخصية شيعية تحت عنوان “علامة شيعي:…..”. غير معني بما جاء على لسانه من كلام لأنه تافه. لكن معني باللقب الذي أُلصق به لصقا حتى يؤدي الوظيفة المطلوبة.
محمد علي الحسيني ليس “علامة” بأي معيار من المعايير. أقصى ما وصله هو درجة خطيب. تحول بقدرة قادر إلى رمز للاعتدال. ومن الغرائب أن من يقدمه للقارئ يخفي أنه يسب الصحابة جهرة ويكفي الاطلاع على كتابه “دموع الأبرار”. يعني لما يريدون من أحد أن يقدم خدمة تختفي تلك اللازمة التي يرددونها دائما “الشيعة يسبون الصحابة” وحتى عندما يفتي مراجعهم، وعلى رأسهم علي خامنائي، بحرمة ذلك يقولون “إنها مجرد تقية” (قال في فتواه: لا يجوز التعرض لرموز إخوتنا من أهل السنة والجماعة، والأمر في النهي يعني الحرمة).
في الواقع تزدهر هذه الأيّام حركة ظاهرها الإعلام وباطنها الأعمال القذرة.. الحيل الصحفية التي تجعل الآخر ينطق بما نريد لكن الغباء هو أنّ المنحنى الرياضي لفعل الانتقاء لشخوص مشبوهين وسفهاء وتقديمهم على أنهم أهل رأي وموقع من أجل الإساءة باتت صناعة مشبوهة..
من قدموه لنا على أنه علامة أخفوا أنه ليس في رصيده ما يدخله في زمرة العلماء. لكن بما أنه يعادي محور المقاومة والممانعة فيصبح علامة ومعتدل. لكن الاعتدال برسم الهزيمة. لأن الحسيني متطرف على مستوى أفكاره. معتدل في اتجاه أن يكون رقاصا بين عواصم المازوت. وقد أخفى الصحفي سيرة الرجل باعتباره من زوار هاته الدول. وليس صدفة أن يجتمع من يكره المقاومة في دبي. وأخفى عن قارئه أن “العلامة” عميل للكيان الصهيوني. في سنة 2009 فكك الجيش اللبناني خلية للتجسس لصالح العدو وسنة 2011 سقط “العلامة” في يد الجيش باعتباره زعيم الخلية. وتم الحكم عليه مخففا بخمس سنوات بتدخل من مسؤول عسكري أمريكي كبير. على أي هو معروف في بيروت ب”بتاع السفارة”، يعني السفارة الأمريكية.
غير المنطقي هو أن يسعى البعض إلى محاورة السيد حسن نصر الله بتوسيط شخصيات معروفة، وعندما يفشلون يبحثون عمن يسبه. لا يمكن تسويق مثل هاته الوجوه إلا في بيئة لا تعرفها. أما في لبنان فإن الحسيني معروف بانقلابه كلما قلّت المعونات من عواصم المازوت.
وسبق لمنظمة “مجاهدي خلق” التي كان حليفا لها أن أصدرت سنة 2017 بيانا تحدثت فيه عن المبالغ المالية التي منحتها إياه. وعندما اعتقل في لبنان وكان في السجن تكلف “مجاهدو خلق” بتسديد جميع التكاليف الخاصة بالإجراءات القضائية واختيار المحامين ورعاية عائلته ووفّروا غطاء سياسيًا له وبعد خروجه من السجن عام 2014 كان الحسيني مصرًا بصورة مستمرة ويومية على استلام الدعم المالي من “مجاهدي خلق”، حيث استمرّ هذا الدعم حتى شهر مارس 2017 ، وفق ما جاء في بيان لخلق.
فهل يتعلق الأمر إذن بعلامة فعلا أم أن الأمر يتعلق بالحقد والضغينة؟