كارثة التضحية بتراث بيئي وفني ناذر ، بعد إقدام المجلس الجماعي لمراكش على إعدام أشجار تاريخية، بحي تاركة، أغضبت جمهورا كبيرا من الساكنة، علاوة على النخب الثقافية والفنية التشكيلية بالمدينة الحمراء.
قرأت الرسالة التي كتبها التشكيلي محمد نجاحي، وتالمت بحرقة، لأني عشت حدثا جميلا العام 2019 ، عندما قرر أكثر من 20 فنانا دوليا إعادة إحياء الأشجار الصماء، لتصير تحفا جمالية ناطقة …
صحيح أن جماعة مراكش بادرت قبل عملية القطع إلى الاعتذار ، تحت رقابة مساطر توسيع الطريق وإصلاحها، لكن الأجدر في كل ما جرى، أن تستبق المصالح البلدية مثل هذه الوضعية، حتى لا تضطر إلى مخالفة قراراتها السابقة… فقد كانت إدارتها قد اخطرت قبل نحث وتجميل الأشجار إياها..
والحال أن المواطنين، يتساءلون دوما، عن أسباب هذه العشوائية وعدم التنسيق قبل اتخاذ هكذا قرارات؟
وهل أضحى تنزيل المشاريع مخيفا وصادما، مثلما هو الحال بالنسبة للعديد من الحالات، التي يجهل السكان أسبابها وخلفياتها.. وتداعياتها على الصالح العام .. نذكر من بينها تفويت عقار بوسط الحي الشتوي، وهدم آخر بشارع عائشة بجليز… وهلم جرا.
لا يعرف المواطنون أي شيء عن تفاصيل المشاريع ومردودياتها: تفويت الصفقات( القيمة المالية والتنموية) ، الرقابة الإدارية والحساباتية للعمليات إياها، ثم طرق تصريفها وادراجها في النسق التنموي المحلي ….
قولوا لنا بربكم: هل نحن قطيع غنم يساق بلا أحبال ولا أخراص؟! أم أنكم استسهلتم صمتنا وركوننا إلى العقل ؟!
ـ فوتوغرافيا: م عبد الله العلوي ـ