القاضية الأوغندية في محكمة العدل الدولية تدخل التاريخ من أوسخ أبوابه، فهي التي عارضت كل بنود القرار بما فيه إدخال المساعدات الإنسانية، متفوقة بذلك حتى على القاضي الإسرائيلي نفسه، والذي عينته بلاده بحكم أنها المدعى عليها، حيث صوت الاسرائيلي لصالح المساعدات الإنسانية وبقيت الأوغندية معزولة لوحدها بين القضاة السبعة عشر المشكلين للمحكمة.
تنحدر القاضية من دولة أوغندا التي يعتبر شعبها واحدا من أكثر الشعوب تعرضا للظلم في التاريخ إلى جانب شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، فقد عانى الشعب الأوغندي الاستعمارات والاستعباد والتقتيل على مدى التاريخ من أمم وشعوب ومختلفة، وحتى آباؤها الذين أدركتهم قد عانوا الاستعمار والعنصرية في القرن العشرين، ولكن النفوس المستعبدة محكوم عليها التماهي مع السيد المجرم وعقدة الدونية والنقص تجعلها متفانية في أداء دور العبد الذليل، قالنفوس المستعبدة هي التي تعطي للظلم والاضطهاد حق الوجود؛ وحتى بلادها كانت من البلدان المقترحة على هرتزل لتأسيس وطن قومي لليهود، ولو قبل بها مؤسس الصه*يونية لما كانت اليوم دولة باسم أوغندا ولربما لجأ آباؤها إلى بلاد أخرى أو ربما كانت الآن تخدم “شعب الله المختار”؛ لأن أوغندا في القرن الماضي لا تملك ولو جزءا بسيطا من مقومات الشعب الفلسطيني لتقاوم كل هذه العقود، سواء تاريخيا أو ثقافيا، او حتى عمقا استراتيجيا يمتد في الأمة الإسلامية شرقا وغربا. كان الغرب سيكنس الشعب الأوغندي بكل بساطة ولما كانت هناك قضية ضد الاحتلال الصه^يوني.
لا غرابة في فعل القاضية الأوغندية، فقد غرد ممثل دولة أوغندا بالأمم المتحدة أن تصويتها لا يمثل موقف الدولة الأوغندية الداعم للشعب الفلسطيني، وأن القاضية سبق أن صوتت حتى ضد بلدها؛ لكن القاضية المنافقة قد سبق لها أن شاركت تغريدة الثناء على الزعيم نيلسون مانديلا رغم أنها بعيدة كل البعد عن القيم التي حملها مانديلا وعاش يذود عنها بحياته، وهي القيم التي رفعتها جنوب إفريقيا، مشكورة، في وجه الكيان الاره%ابي وأنظمة الغرب المنافقة المجرمة.
كان لابد من كتابة هذه الكلمات، اما انا فلا يحزنني موقف القاضية من المظلومين في فلسطين وقد خذلهم الاخوة وخانهم الأشقاء وتواطأ ضدهم حكام أهل القبلة وذوو المسئولية أمام الله والأمة على أرض فلسطين التي هي وقف لله وملك للأمة لا يحق لأحد التنازل عنها حتى ولو كان خليفة على المسلمين قاطبة.