قال الباحث في الشؤون الصحراوية، محمد سالم عبد الفتاح، في مقال له، نشره اليوم على صفحته بالفيس بوك، تحت عنوان “حرب البوليساريو القذرة على الدين والهوية والمجتمع” :(هل تعلمون أن البوليساريو التي يحتفل زعيمها اليوم بحلول رمضان وبليلة القدر، قد سبق لها أن حظرت صيام الشهر الفضيل وقيامه طيلة فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما منعت بناء المساجد في حتى مطلع القرن الحالي، وروجت لفتاوي بوجوب الإقتصار على الصلاة قصرا في “اللجوء؟؟”…، مضيفا “أما حج بيت الله الحرام، فقد كان مشمولا بإجراءات حظر التنقل داخل مخيمات تيندوف وخارجها، في حين كانت تلقن المتدربين على أن القسم بـ”عهد الشهداء”، أوثق من القسم باسم الله تعالى..).
وأماط الباحث محمد سالم اللثام عن خروقات اجتماعية وأمنية ونسفية كثيرة اتجاه الصحراويين المحتجزين في تندوف قائلا (بخصوص حربها على المجتمع فقد عملت البوليساريو أيضا على تفكيك الأسر التي تعد لبنة المجتمع الأولى، من خلال انتزاع الأطفال من أسرهم وتربيتهم في معسكرات تدريب تطلق عليها عبثا صفة “المدارس”، فضلا عن منع الآباء من التواجد في المخيمات قرب أسرهم وفرض إلتحاقهم بالجبهات القتالية. إلى جانب العمل أيضا على كسر صورة الشيوخ والوجهاء وبقية المرجعيات التقليدية في الأوساط الشعبية من خلال احتقارهم وفرض التدريب العسكري عليهم، الذي يشرف عليه مراهقون في أعمار أحفاذهم، وحلق لحاقهم أمام ذويهم، واتهامهم بالتقصير لعدم التحاقهم بالجبهات، بحسب دعاية الجبهة الرخيصة).
وأكد المتحدث نفسه، أنه (من ضمن الإجراءات التي عملت البوليساريو من خلالها على محاربة الثقافة المحلية كذلك، منعها ارتداء زي الدراعة التقليدي، والترويج لكونه لباس خاص بما كانت تسميهم بـ”الكريعات” في كناية عن الموريتانيين وذوي الأصول الشنقيطية من الصحراويين)وتابع (كما روجت لما تصفه بـ”اللهجة الصحراوية”، والتي تختلف عن اللهجة الحسانية المتداولة عند الصحراويين وامتداداتهم الإجتماعية، بادعاء أن اللسان الدارج في مخيمات تيندوف قد “تلوث بمرادفات دخيلة من موريتانيا أو من المغرب”، بحسب بعض منظري الجبهة من القيادات الإجرامية، وخاصة المجرمين البشير مصطفى السيد وسيد أحمد بطل..).
وأشار محمد سالم أنه (مما تتواتر الشهادات حوله أيضا ما واجهه العالم الجليل عبد القادر ولد حيبلتي الذي يعد أحد أهم أعلام المنطقة، من أشكال التضييق الكثيرة أثناء مقامه في مخيمات تيندوف قبل عودته للمغرب، فإلى جانب نسبة فتاوي البوليساريو المناهضة للدين والمجتمع إليه كذبا وبهتانا في حقه، ما اضطره في أكثر من مناسبة للتبرؤ من تلك الفتاوي القاصرة، فقد منع من تشييد محضرته العلمية بمخيم الداخلة)، مؤكدا على أنه (كما عوقب بالمشي لمسافة طويلة في قيظ الظهيرة ذات صيف حار بالحمادة، حتى سقط مغشيا عليه، لا لشيء إلا لأن “التنظيم” علم بصيامه الشهر الفضيل..).
وخلص الباحث في الشؤون الصحراوية، أنه (غيض من فيض من تمظهرات السياسيات الإجرامية الممنهجة في حق المكون الصحراوي خاصة والحساني عامة، والتي عكفت عليها البوليساريو لأجل حظر كافة الشعائر الدينية، والقضاء على الهوية والثقافة المحلية بغية تفكيك المجتمع المحلي والتحكم فيه. موضوع قد أعود إلى التفصيل في بعض جوانبه لاحقا..).