وجهت الكاتبة المغربية والشاعرة المرموقة الأستاذة مالكة العاصمي، رسالة إلى وزير الثقافة، تنتقد من خلالها قراره بسحب جائزة المغرب ممن حصلوا عليها سابقة، معتبرة خطوته خارج الحق والقانون، داعية إلى رد الاعتبار للكاتب المغربي الذي سيكون مغيبا خلال تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالرباط ..
نعرض هنا الرسالة كاملة:
سيادة وزير الثقافة المحترم
تحية وتقديرا. وبعد،
لا شك أن سيادتكم كوزير للثقافة تعرفون قيمة الثقافة والمثقف، وتقدرون الكتاب والكتّاب والأدوار التي ينهضون بها والمكانة التي يجب أن يحتلوها في المجتمع.
وأنتم تحضرون للمعرض الدولي للكتاب الذي سينعقد الشهر القادم. أرجو أن يتسع صدركم لمناقشة موضوع سحب جائزة المغرب للكتاب من مجموعة من الكتاب كرد على تأويلهم لفصل في القانون المنظم لهذه الجائزة.
أعتبر أن قراركم الوزاري بسحب جائزة المغرب ممن حصلوا عليها سابقة تثير نقاشا عميقا لمجموعة مبادئ أساسية:
أولا: في بلد ديمقراطي يكون من الطبيعي أن يعبر المواطن فأحرى الكاتب، عن موقف أو رأي أو وجهة نظر، بل وأن يحتج ويناقش ويختلف. وهذا ما فعل إخواننا الكتاب اللذين عبروا عن رأيهم أو مطلبهم من القانون المنظم لجائزة المغرب أن يميز الكتاب بأريحيته ويوسع المبلغ المخصص لبعض الجوائز ليستفيد منها كاملة من سلمت إليهم مناصفة تكريسا لمبادرة مغربية سابقة في تاريخ هذه الجائزة.
ثانيا: طبعا تؤمنون بأحقية الكتاب والكاتب في الاستفادة من المال العام، بل التمتع ببعض ما يمنح لغيرهم من امتيازات وعطايا ممن يقدمون خدمات أو صور إيجابية عن بلدهم رياضيين وفنانين وفاعلين من خارج المغرب وداخله.
ثالثا: قانونيا فإن الجائزة منحتها لجان تحكيم مكونة من أعضاء خولهم القانون حق القرار فيها وإعلان الفائزين بها. وذاك ما حدث، بالتالي فإنه ليس من حق وزير الثقافة أو غيره ولا حتى اللجان التي منحت الجائزة أن يقرر فيها بعد بالسحب أو الإثبات.
رابعا: بإمكانكم السيد الوزير التمسك بالتأويل المعروف للقانون والاستناد كما فعلتم إلى مسألة المناصفة كما هي معروفة ومطبقة في مختلف الجوائز بما فيها الدولية، أو الاعتذار عن الاستجابة لمطلب الكتاب بحجة عدم توفر الإمكانيات التي تسمح بذلك، أو بغير هذا العذر أو ذاك.
خامسا: الكتاب والكتاب وحدهم يعانون من الإهانة وضياع حقوقهم في التأليف والكتابة والإبداع وعدم الاعتراف بما يقدمونه من صورة وإشعاع للمغرب والفكر المغربي ويحتاجون لحماية وزير الثقافة بينما يحتفل بأنواع لا حصر لها من الفاعلين كثير منهم لا يستحق ذلك.
سادسا: العقوبات والعقوبات الجماعية لا تناسب الحقل الثقافي ولا يمكن أن يكون لها مكان في هذا الحقل الثقافي.
سيادة الوزير المحترم
لا يمكن أن ينعقد معرض للكتاب في ظل موقف مهين للكتاب والكتاب، ولا شك أنكم لن تسمحوا بذلك.
ولن تسمحوا لوضعية الكتّاب والكتاب أن تتكرس في الهامش بل، أن تنكص إلى أسفل الدرك.
ومطلبنا الجماعي ككتاب ومثقفين أن ترفعوا هذه الإهانة الجماعية عن الكتاب.
وأن تكونوا حماة الكتاب والكاتب المغربي مما يعانيه.
إن انتظاراتنا منكم كبيرة أن تعيدوا الاعتبار للكتاب والكاتب بدءا من هذه النازلة…
ودمتم لخدمة الثقافة وخدمة الصالح العام.
مالكة العاصمي/كاتبة