قالت وزارة الصحة، إن المغرب لا يزال يواجه تحدي القضاء على داء السل في المغرب في أفق 2030، وهو الداء الذي يحصد أرواح مغاربة عاما بعد آخر على الرغم من الجهود المبذولة من أجل القضاء عليه.
وحسب بلاغ للوزارة توصلت (كش بريس) بنظير منه، فإن الجهود الكبيرة التي بذلتها على مدى عقود عديدة لمكافحة مرض داء السل مكنت بشكل خاص من تحقيق معدل اكتشاف يزيد عن 85 في المائة، والحفاظ على معدل شفاء يقترب من 90 في المائة؛ غير أن الوزارة الوصية على قطاع الصحة لفتت إلى أن نقص معدل الإصابة بداء السل لا يزال ضعيفا (1 إلى 2 في المائة سنويًا)، مؤكدا على أنه “لن يكون من الممكن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في القضاء على مرض السل في بلدنا إلا بحلول سنة 2030”.
وشددت الوزارة على “أن عدم الكشف عن حالات السل لدى الأطفال دون سن الخامسة وظهور أشكال متعددة وشديدة المقاومة يشكل تحديا كبيرا للصحة العمومية في بلدنا”.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في مناسبات عديدة، على أن هذا الداء القابل للشفاء والوقاية منه، يصيب كل يوم ما يقرب من 30 ألف شخص، ويودي بحياة أكثر من 4 آلاف شخص عبر العالم، وتعبر هذه الأرقام عن التأثير السلبي لجائحة كوفيد 19، وأنه تم وضع الحالات تحت العلاج على مستوى المؤسسات الصحية في إطار البرنامج الوطني لمحاربة السل، 60 في المائة منهم رجالا و40 في المائة من النساء. كما أن الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها مابين 15 و45 سنة هي الأكثر عرضة لهذا المرض.
وتعتبر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية محاربة السل من أولوياتها الاستراتيجية، وذلك من خلال الرفع السنوي للميزانية المخصصة للبرنامج الوطني، مما مكن من إنشاء شبكة وطنية متكاملة تضم 63 مركزا متخصصا في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية، بالإضافة إلى 56 مركز صحي مؤهل لتقديم نفس الخدمات، مع تعبئة طواقم طبية وتمريضية وأطر تقنية وإدارية لتسييرها، كما تم تزويدها، خلال السنوات الأخيرة ، بمعدات ذات تقنية حديثة وتكنولوجيا متطورة.
موضحة في السياق ذاته، أن هذه المعدات تتمثل على الخصوص في 90 مجهرا مخبريا من الجيل الجديد و81 جهازا للتشخيص البيولوجي المعتمد على تحليل الحمض النووي و41 جهازا رقميا للكشف بالأشعة السينية، و05 وحدات متنقلة للأشعة، مع ضمان مجانية الخدمات الصحية لجميع مرضى السل عبر التراب الوطني.
وبفضل هذه الجهود، حقق البرنامج الوطني لمحاربة السل تقدمًا كبيرًا، مما مكن على مدى العقود الأخيرة من خفض نسبة الإصابة ب 34 في المائة ومعدل الوفيات بنسبة 68 في المائة والحفاظ على معدل النجاح العلاجي لأكثر من 85 في المائة (أي ما يعادل شفاء ما يفوق 26 ألف مريض سنويا).
وعلى الرغم من هذه المنجزات المحققة لايزال السل في المغرب يفرض تحديات، من أهمها تسريع وتيرة خفض الإصابة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على السل في أفق 2030.
جدير بالذكر أن من بين أسباب الانتشار المستمر لهذا المرض في البلاد المحددات المرتبطة بالظروف السوسيو اقتصادية (ظروف السكن وسوء التغذية أساسا). بالإضافة إلى تأثير جائحة كوفيد -19 على الوضع الوبائي للسل بالبلاد، مما أدى إلى ارتفاع نسبي لمعدل الوفيات على غرار الوضع الوبائي العالمي.
للإشارة فإن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطلقت، ابتداء من أمس الأربعاء وعلى امتداد ستة أسابيع، الحملة الوطنية للوقاية من مرض السل ومحاربته تحت شعار: “تنفس الحياة.. حارب داء السل”.