لاحظت اكتظاظا غير عادي خارج خيام المعرض وعلى طول الممر، وأنا الخارج للتو من “حفل” توقيع سلسلتي التاريخية التي أدعي أنها ناجحة ولم أوقع غير نسخ معدودة…
سألت صديقا ناشرا كان بجانبي: ما الأمر عزيزي؟. سألته وعلامات الضجر بادية على وجهي من جعجعة المعرض بدون طحين.
أخبرني صديقي أن الأمر يتعلق بكاتب سعودي يوقع أعماله بالجناح القريب منا. بادرته بالسؤال من يكون هذا الكاتب النجم؟
أخطأ صديقي في ذكر اسمه، فألقت بي حيرتي خارج الرواق، ورمى بي الفضول بعنف نحو جموع الشباب، في محاولة للتعرف على هذا النجم.
خرجت لشارع المعرض الغاص بالناس، الذي لم يسبق له أن عرف حجيجا من هذا النوع، خرجت متلهفا لمعرفة هذا النجم.
سألت طفلات كبيرات: ما اسم الكاتب الذي ترغبن في الظفر بتوقيعه؟
أجابتني طفلة تدرس في التاسعة إعدادي: اسمه أسامة مسلم.
-أنا مع نفسي: أسامة مسلم؟ لا أعرفه، وأنا الكاتب؟؟؟
أدعي معرفة معظم الكتاب العرب وخاصة المشاهير، لكن من يكون هذا الذي جمع ابناءنا حوله من كل المدن وتحت الشمس لساعات؟ وكيف وصل هذا الساحر إلى قلوب أولادنا؟
– سألت جماعة من التلميذات وبعض التلاميذ أسئلة طفل يحاول معرفة السر: كيف عرفتم أسامة؟ وكيف وصلتكم دعوته لحفل التوقيع؟
– أجابني أبنائي ببساطة ووضوح: عمو تعرفت عليه من خلال يوتوبور مغربي (يحدثني تلميذ). أجابتني تلميذة أخرى: تعرفت عليه بواسطة الأستغرام. أجابتني أخرى: التيكتوك يا عمو.
أسقط في يدي وأنا أستمع لهؤلاء البنات الواقفات تحت الشمس. لساعات. أيقنت أن مناداتي بالمثقف والمفكر والكاتب فيها كثير من الزور. إذا لم أصل إلى قلوب وعقول هؤلاء، إذا لم يتعرفوا علي لا أستحق هذه الألقاب…