تعاني أسر المتمدرسين بمراكش، أطفالا ويافعين، من قدر بشري معيق، سببه سوء تدبير مرفق الإنارة العمومية بالمدينة الحمراء، حيث أضحى الظلام الدامس الذي يعم الشوارع والدروب، منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، كابوسا يخيم على الأهالي ويصيب قلوب المتمدرسين بالخوف الشديد وخطر التعرض لأذى قطاع الطرقات ولصوص الليل.
ففي عز صحوة الأطفال في كل أطراف مراكش، من أجل الاستعداد للتوجه لمدارسهن وكثيرا ما تكون نائية عن منازلهم، تقوم مصالح تدبير مرفق الإنارة العمومية بإطفاء مشغلاتها، دون تقدير مخاطر تعرض الأطفال المتوجهين لمدارسهم لكل صنوف السرقة والتعنيف من قبل عصابات الظلام ولصوصه.
ويضطر أهالي المتمدرسين، تحت طائلة هذه الإعاقة البشرية السيئة التدبير والتسيير، إلى إبطال التزاماتهم الشخصية والمهنية، من أجل حمل فلذات أكبادهم سيرا على الأقدام أو عبر نقلهم بوسائلهم البسيطة صوب مدارسهم، مخافة وقوعهم في شراك المجرمين وأذنابهم.
وتوصلت “كش بريس”، التي عاينت العديد من الأحياء بالمدينة، للوقوف على صحة هذه الوقائع، (توصلت) بشكايات عديدة بهذا الخصوص، مطالبة المسؤولين الجماعيين والولاية الجهوية، بإعادة النظر في مسألة إنهاء خدمة الإنارة العمومية، في الساعات الأولى من كل صباح، داعين إلى تأخير ذلك، على الأقل بساعة كاملة، حتى يتسنى لأطفالهم الوصول لمدارسهم بسلامة.
جدير بالذكر، فإن الساعة التي قررت الحكومة إضافتها، أثرت بشكل كبير في الزمن المدرسي، حيث يضطر الناس لإجبار أطفالهم للاستيقاظ في ساعات صباحية (النبوري) لا يزال فيها الليل يرخي سدوله، وهو ما يصيب الأطفال بحالة هلع وخوف شديدين.