(كش بريس/محسن منير) ـ عاد الاحتقان من جديد ليخيم على ساكنة دواوير الجماعة الترابية بوروس بإقليم الرحامنة. فبعد فشل رئيسة المجلس الجماعي في تمرير الميزانية، واستعصاء تدبير المرفق الذي يعاني انهيارا على جميع المستويات، ينفرط عقد التواصل شيئا فشيئا بين سكان الدواوير وممثليهم الجماعيين، وعلى رأسهم المسؤولة الأولى عنه. حيث استعر الجدال مؤخرا حول مآل حاجيات واحتياجات الجماعة وتدبيرها اليومي، ومؤطرات ذلك في برنامج التنمية المتوقف بسبب سوء التدبير وخواء الرؤية.
وتصاعدت الانتقادات ووصلت إلى درجة غير مسبوقة، حيث أظهرت الوضعية الخطيرة للخصاص الذي تعانيه الدواوير من مادة الماء الشروب، وجعا متراكما وهما لا ينتهي بانتهاء الصيف السابق. وقد أرخى هذا المشكل المتراكم بأدوائه وتداعياته، على حالة العطش وما ينجم عن ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية، مخلفة استياء عارما وغضبا شديدا.
ومما يسترعي الانتباه، أن تتعمد رئيسة المجلس الترابي للجماعة على الاختفاء والتواري، خوفا من ردود أفعال المواطنات والمواطنين، عدا الفشل الدريع في إيجاد حلول استثنائية من بينها استدعاء السلطات الوصية وربط الاتصال بالشركاء المتدخلين، والعمل على تحديد خطط استعجالية، كالبحث عن المياه بحفر وتجهيز الآبار واستجلاب الصهاريج المائية، مع ما يتطلبه ذلك من تحسين الولوج إلى الشبكة الطرقية للتزود بالماء الشروب المنقول.
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، هو انعدام الأمان الصحي والسلامة البدنية لطالبي الإسعاف والنجدة الجماعية. ومن بينها المخاطر الكبيرة التي أضحت تهدد النساء الحاملات في المنطقة، حيث أصبحت سيارة الإسعاف التابعة للجماعة خارج الخدمة، لأسباب يعلمها القاصي والداني، وآخرها السيدة الحبلى، من دوار أولاد بن السبع، التي لم تجد بدا من أن تحمل قسرا على دراجة نارية باتجاه مشفى الأم والطفل بمراكش، أمس الإثنين، لتجد نفسها داخل قسم الإنعاش، بعد تعرضها لنزيف حاد كاد يودي بحياتها لولا ألطاف الله.
وتجد ساكنة بوروس صعوبة فائقة، في نقل المرضى والنساء الحاملات، إلى المسشفى بسبب انهيار تدبير مرفق الجماعة، في شق سيارة الإسعاف، التي يعوزها البنزين واليد العاملة. ويضطر المواطنون هناك، إلى الذهاب لجماعة قريبة من أجل الاستفادة من خدماتها.
هذه الوضعية الكارثية بجماعة بوروس تسائل مجلسها ورئيستها والسلطة الوصية. والضحايا في النهاية هم المواطنون الذين يتجرعون الألم والمعاناة اليومية، وينتظرون حلولا جدرية تنهي هذا المسار السوداوي من صفحات حياتهم، مع مجلس جماعتهم الذي سيق إلى توقيع شهادة وفاته قبل نهاية عهدته.