ـ بما يناهز 836 مليون دولار، أي ما يعادل “8,28 مليار درهم ـ
(كش بريس/خاص) ـ قالت (الأونكتاد) إن معظم استثمارات الشركات المغربية بالخارج تتركز أساسا في قطاعات الصناعة والتمويل والصناعات الاستخراجية والعقارات وتستهدف في المجمل غرب إفريقيا وأوروبا.
وحسب معطيات نشرها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، فإن المغرب تصدر قائمة الاستثمارات الإفريقية المباشرة في الخارج (ODAE) سنة 2023 بما يناهز 836 مليون دولار، أي ما يعادل “8,28 مليار درهم” بعدما احتلت المركز الثاني عام 2021، والرابع عام 2022. مراهنا على مجموعة متنوعة من القطاعات ذات الأداء الجيد على الصعيد الدولي مثل الصناعات التحويلية والمالية والعقارات والصناعات الاستخراجية، ويقلل هذا التنوع من الاعتماد على الهيدروكربونات مع تعزيز المزايا التنافسية الوطنية.
وصنفت كينيا بهذا الخصوص في المركز الثاني بـ (588 مليون دولار)، ومصر (390 مليون دولار)، ونيجيريا (256 مليون دولار)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (235 مليون دولار).
هذا واحتلت المملكة التي تعتبر وفق البيانات نفسها، من بين الدول الإفريقية الأكثر جاذبية، خاصة تلك المتعلقة بمجال الطاقات المتجددة وصناعة السيارات، حيث أعلنت شركة صينية عن مشروعها لإنشاء مصنع لصناعات بطاريات السيارات الكهربائية بقيمة تصل لـ 6.4 مليار دولار.وأشار المصدر ذاته إلى إعلان بعض المستثمرين عن القيام بصفقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 2 مليار دولار في المغرب.
وكشفت ذات الوثيقة، على أنه على مستوى شمال إفريقيا، يبرز المغرب ومصر كمقاصد استثمارية رئيسية، حيث اجتذبت المغرب مشاريع من قبل شركات متعددة الجنسيات في مجال صناعة السيارات بما في ذلك ستيلانتيس (إيطاليا) ورينو (فرنسا)، أما مصر فقد اجتذبت ليس فقط شركات صناعة السيارات متعددة الجنسيات مثل بي إم دبليو وروبرت بوش (كلاهما من ألمانيا) ونيسان (اليابان)، ولكن أيضًا شركات الأدوية مثل جلاكسو سميثكلاين (المملكة المتحدة) وشركات إنتاج الإلكترونيات مثل سامسونج للإلكترونيات (جمهورية كوريا).
وأضافت الجهة عينها، أن إفريقيا استطاعت الحصول حصة متزايدة من المشاريع الضخمة العالمية (megaprojects)، حيث بلغت قيمة ستة منها أكثر من 5 مليارات دولار، علاوة على ذلك فقد شهدت القيمة المقدرة لصفقات تمويل المشاريع الدولية في إفريقيا انخفاضا بنسبة 50٪ في عام 2023، لتصل إلى 64 مليار دولار، وذلك بعد انخفاض بنسبة 20٪ في عام 2022، لافتا إلى أن إفريقيا استطاعت جذب ما يعادل 10.8 مليار دولار لتمويل مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث توجد أكبر المشاريع في مصر وجنوب إفريقيا وزيمبابوي.
وتحتل كينيا المرتبة الثانية في قائمة الاستثمارات الخارجية الإفريقية المباشرة، وفق ما سجله التقرير ما يؤكد ديناميكية الاقتصاد وقدرته على تحسين تموقع شركاته خارج الحدود، علاوة على ذلك فإنه ما بين عامي 2021 و 2022، احتل البلد المرتبة الأولى والثالثة على التوالي في هذا التصنيف.
جدير بالذكر إن الاستثمارات الخارجية المباشرة لجنوب إفريقيا شهدت انخفاضا ما بين 2018 و2019، وذلك بسبب الركود الاقتصادي وحركات إعادة الهيكلة لمجموعاتها الكبرى وعدم الاستقرار التنظيمي، إلا أن شركات هذا البلد لا تزال حاضرة بقوة في إفريقيا، خاصة في مجال التمويل والاتصالات وتوزيع السلع، لكنها تكافح من أجل تجديد نموذجها التوسعي في مواجهة بيئة عالمية أكثر تعقيدًا وتنافسية.