( العنف ضد النساء داخل إطار الزوجية مرتفع جدا مقارنة بباقي الفئات الأخرى )
(كش بريس/خاص) ـ قال تقرير حديث لاتحاد العمل النسائي، إن الحالات الوافدة على شبكة مراكز النجدة، التي تمثل مجتمعة 2839 امرأة معنفة استقبلتها مراكز النجدة بالرباط، الدار البيضاء، طنجة، القنيطرة، أكادير، مراكش، الرشيدية، مكناس.
وأبرز التقرير السنوي المنجز حول حالات العنف ضد النساء والفتيات الواردة عليه وعلى شبكة مراكز النجدة، (توصلنا بنسخة منه)، في سياق الحملة الأممية والوطنية للقضاء على العنف ضد النساء التي تمتد من 25 نونبر إلى 10 دجنبر، واتخذت لها هذه السنة شعار “اتحدوا لمنع العنف ضد النساء والفتيات”، الوضعية الصعبة التي تعيشها النساء لفهم وتحليل ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي، وخاصة داخل الفضاء الخاص، أي في إطار العلاقة الزوجية؛ حيث تم الاعتماد على ستة مؤشرات أساسية مرتبطة بما صرحت به النساء أثناء استقبالهن والاستماع إليهن داخل مراكز النجدة التابعة لاتحاد العمل النسائي.
وحسب رسم مبياني ضمن فقرات لتقرير المذكور، فإن العنف في المجال الحضري يشكل 63 في المائة، يليه شبه الحضري بـ 30 في المائة، والقروي بـ 7 في المائة. وكل هذا يبقى نسبيا، إذ يمكن اعتبار أن المجال القروي يعرف فعلا انخفاضا في العنف ضد النساء، أو يمكن القول إن الأمر راجع إلى ضعف القدرة على الوصول إلى مراكز الاستماع والتبليغ عن العنف في المجال القروي، المرتبط أساسا بغياب العدالة المجالية وبنيات الاستقبال والتكفل المؤسساتية.
كما أكدت الوثيقة نفسها، على أن الفئة العمرية ما بين 18 و35 سنة تشكل أكثر فئة تعرضت للعنف حسب المعطيات الواردة على شبكة مراكز النجدة؛ فيما تأكد أن أغلبهن نساء كن ضحايا تزويج الطفلات، بالإضافة إلى كونهن نساء حرمن من الدراسة، مع ضعف ولوجهن إلى سوق الشغل. علاوة على أن النساء غير المتمدرسات يشكلن نسبة مهمة ممن كن ضحايا للعنف الزوجي أو الأسري، مع ارتفاع الأول، ليتضح جليا الدور الذي يلعبه تمدرس الطفلات، والعمل على تمكين النساء من ولوج آمن وسلس للحقوق من خلال الحد من العنف، بما فيه تزويج الطفلات، وتحقيق العدالة المجالية لمنح النساء فرصا أفضل، مضيفا أن هذا لا ينفي وجود نساء متعلمات، بل حاصلات على شهادات جامعية، كن عرضة للعنف، إلا أنهن كن قادرات على التبليغ عنه أو ناجيات منه.
وتشكل النساء المتزوجات 53% من مجموع النساء الوافدات على شبكة مراكز النجدة، ليتبين بشكل عام أن العنف ضد النساء داخل إطار الزوجية مرتفع جدا مقارنة بباقي الفئات الأخرى، التي تشكل فيها المطلقات 25%، بينما تشكل النساء العازبات 10%، والأرامل 6%، من إجمالي عدد النساء ضحايا العنف الوافدات على شبكة مراكز النجدة.
ويرى اتحاد العمل النسائي، وفق ذات المعطيات، أن الوضع الاقتصادي عامل مهم ومؤثر في زيادة حدة ووطأة العنف على النساء، إذ إن أغلب النساء عاطلات عن العمل أو في القطاع غير المهيكل يتقاضين أجورا زهيدة، أو ربات بيوت يشتغلن داخل الفضاء الخاص، إلا أنه عمل غير مؤدى عنه؛ وهو ما يفاقم وضعهن ويجعلهن عرضة للصمت عن العنف ويمتنعن عن التبليغ عنه مخافة فقدان الوضع الاقتصادي على هشاشته داخل بيت الزوجية.
كما أكدت المنظمة على أنه من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء الوافدات على شبكة مراكز النجدة هناك العنف النفسي الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث النسبة، التي تشكل %25، يليه العنف الاقتصادي بـ %21، الذي يكاد يكون ملازما للعنف الزوجي المرتبط أيضا بالعنف القانوني، الذي يشكل نسبة %22، التي تعتبر مرتفعة جدا لكونه يسلط الضوء على إشكالية ضعف قدرة النساء على الولوج إلى المنظومة العدالة.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا في مناسبات عديدة، الحكومات إلى الاستثمار في مجال الوقاية ودعم التشريعات والسياسات الصديقة للمساواة ومناهضة كل أشكال التمييز والعنف الناتج عن النوع.