(كش بريس/خاص) ـ أمس مباشرة بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني شن هجوم كاسح على إسرائيل، وبدء تنفيذ قواته هجوما بمسيّرات وصواريخ، أعلنت إسرائيل “إحباط كل ذلك، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها “الجمهوريّة الإسلاميّة” ضدّ “الدولة العبريّة”، ردا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضا.
وأثار الإعلان الإيراني الغير مسبوق، ردود فعل متباينة في أوساط المثقفين العرب والمغاربة، في وسائل التواصل الاجتماعي. بين من يعتبره مسرحية سيئة الإخراج، ومن يدافع عنه لأسباب سياسية وعسكرية واستراتيجية.
الباحث الأكاديمي محمد بلحسن قال :”رأيت مفعول المسيرات في الفايس أكثر من الواقع، فخشيت أن يكون بعضها قد سقط بالخطإ في مياه زوغربيرغ !“، كناية على تفاهة ما هو واقع، وانتظار ملا ينتظر.
المناضل اليساري عادل البوعمري، يذهب إلى أكثر من ذلك، :”فلتقدم أي دولة أعرابية “مسرحية ” مثل “مسرحية” إيران وسأكون أول المطبلين. إذا كانت حوالي 400 مسيرة وصاروخ مجرد مسرحية فأنعم بها”.
وبنفس الصوت، يصرح العميد السابق لكلية الآداب بمراكش الدكتور عبد الجليل هنوش:” يقال إن حشيش أصفهان هو من النوع الممتاز جدا!! ما رأي خبراء الحشاشين؟ ..
المقاومة الوحيدة في الدنيا كلها هي مقاومة أهل غزة المرابطين في حدود المسجد الأقصى !!
مقاومون صابرون مرابطون يحاصرهم الأعداء ووكلاؤهم وخدامهم في كل الاتجاهات!!
اتجاه واحد لا يستطيع الأعداء ووكلاؤهم الوصول إليه وهو اتجاه السماء !!
اتجاه واحد هو اتجاه الفرج والنصر !!
يا أهل غزة الأبطال! لا ناصر لكم إلا الله!! اختاركم الله أن تكونوا لسان الحق في الأرض ، وحجة على الناس يوم العرض !”.
بينما يرى مخالفوهم أن تمة ما يؤكد صدقية إيران ولعبها الديبلوماسي والعسكري على أعلى مستوى. وفي ذلك يقول الصحفي المغربي إدريس عدار:” الحرب لها أصحابها المستعدون لكل شيء..حتى لخسارة جولة..لكن الكارثة هي “جيوبوليتيك الجوطية” متسائلا :”إذا كانت مسرحية..لماذا لا يتركون دورا فيها لمصر والأردن مثلا كي يرفعوا عنهما العتب؟“.
ويرى الأكاديمي والباحث والروائي المصري د/ عمار على حسن، أنه “ليس عيبا أو جرما أن تتباين الآراء وتختلف من يقول بهزلية ما قامت به إيران وأنا منهم له وجهة نظر يجب أن تناقش ولا يجب أن يتم نعته بأنه إما ملعوب بعقله أو ذباب إليكترونى ولكن بحكم أن حضرتك من مرجعيات الفكر والثقافة فى وقتنا الحالى لزاما عليك أن تفهنا الصحيح من الرأى وتناقشنا وتقنعنا به أو أن تقتنع بالرأى المخالف مع حضرتك إن كان صحيحا حتى لا يتكرر فى صفحتك و هى منارة من منارات الفكر والثقافة للبسطاء أمثالنا ما نرفضه جميعا من إستبداد و إنفراد بالرأى“.
ويقف الشاعر والكاتب المغربي حسن اعبيدو وسط كل هذا التنافر الحاد، قائلا :” لا تنتظر من ايران او تركيا ان تنوب عنك في حرب الكرامة .فكل وحساباته وكل موجه لخدمة مصالحه وفقط . نعم هناك الحالمون الذين يضخمون ادوار الدولتين وهناك ايضا من عشعشت في أذهانهم لوثة المؤامرة . والسياسة ليست هذا ولا ذاك ..”.
ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن مشاركتها في التصدي له، في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، والذي خلف أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
والعجيب الغريب، أن تنبري دول الغرب جميعها لإدانة النظام الإيراني، ومعه تحركت دول الجوار الإسرائيلي، من الأردن والعراق ومصر، لتشكل حلقة صد للحماية والاصطفاف خلف الحليف. ومن ذلك، أن الأردن أعلنت أن مقاتلاتها أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية فوق شمال ووسط الأردن، أثناء توجهها صوب إسرائيل.
جدير بالإشارة، أن الجيش الإسرائيلي، قد أعلن الأحد، في بيان عن “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.