(كش بريس/ خاص) ـ أطفأت جوائز النسخة الرابعة لجائزة أستاذ(ة) لعام 2022، شمعتها الجديدة بمراكش، وسط زخم غير مسبوق لفعاليات أثارت اهتماما وطنيا متفردا، في مجال غني بالعطاءات الإبداعية والتعليمية التعلمية.
الحفل الذي أقيمت فعالياته لهذه السنة بمتحف محمد السادس للماء بالمدينة الحمراء، إضافة فضائية وفنية نوعية، زادت من ألق المناسبة التي ينتظرها رواد التعليم التربوي وفئاته الإدارية في كل أنحاء المملكة، بعد أن امتدت إشعاعاته عبر الحدود الإقليمية والجهوية.
اعتراف السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في كلمته التي ألقاها أمس بهذه المناسبة، والتي قال فيها :” إن الدينامية المحمودة المنبثقة من هذه الجائزة تترجم انفتاح منظومة التربية الوطنية على الشركاء من ذوي الخبرة والحاملين لقيم الارتقاء بالمدرسة العمومية”، تؤرخ لمنظور جديد في باراديجم ثقافة الاعتراف وتشجيع الكفاءات التربوية وتحفيزها على بلوغ المرام.
ولم يكن الاعتراف الرسمي بالتظاهرة سوى جزء من كامل التشوف لملء فراغ كبير في المجال، أضحى يجسد هما متواصلا لفئات مجتمعية تقع في صلب تنمية الفكر والإنسان المغربي، وهو ما أشار إليه الوزير بنموسى، في مداخلته نفسها : ”الاحتفاء بالمبادرات الفردية والجماعية وإبداعات الأطر التربوية التي تأخذ بعين الاعتبار الآثار على المتعلم والنجاعة التربوية؛ ما يساهم في إرساء بيئة تعليمية مناسبة. كما يترجم الانخراط المسؤول للوزارة في تحفيز الأساتذة، بغية الارتقاء بمهامهم التربوية، بالنظر إلى دورهم المركزي في بلوغ النهضة التي نصبو إليها”.
وفي آصرة هذا الامتداد المتواشج والمتكافل مع رؤى واستتباعات الإصلاح القطاعي، يأتي زخم التواصل بين الكفاءات التربوية والإدارية، متحلقا حول أصحاب المبادرة ورعاتها، ممن أسسوا للفكرة وجسدوها على أرض الواقع، رغم المصاعب والمثالب، وهما على وجه التحديد لا الحصر، مؤسسة جمعية المدرسة العمومية، في شخص الأستاذة ليلى بنسليمان، ومؤسسة الزهيد في شخص الأستاذة سعاد الزهيد، حيث يرتقي الحس المواطناتي ويسمو على كل المقاربات.
وتستعيد الشخصيتان، في كل افتتاحية لحفلات الإعلان عن الجوائز إياها، نوسطالجيات التذكير بالانطلاقة ورعايتها وإحاطتها بالحنان والتتبع الحكيم، والصبر على الشدائد والمعيقات، بالوصول إلى نتيجة مبهرة، أرضت القريب قبل البعيد، وأعادت صناعة الأمل ورهان المستقبل. وهو ما أثرت موصله السيدة سعاد الزهيد في كلمتها التي ربطت الماضي بالمستقبل، والقطف الحصاد قبل الغلال المرجوة.
نفس التواضع والثقة في النفس، تجدها في وطن يحبل مباهج والتماعات، في كلمة الأستاذة ليلى بنسليمان، التي أضاءت حدوس المتتبعين، وأنا واحد منهم، وهي تصغي لموسيقى الحياة، في الأقاصي والمداشر والمدن عبر جهاتها المتقاطعة والممتدة، عبر جغرافية موحدة ومتكاملة.
القطوف الدانيات التي زخرت بحناجر الناجحين في رهان المسابقة الوطنية، أطلت بقيم النبل والإخلاص والرقي الحضاري والأخلاقي، لأنها أثمرت جملة من المقاصد التربوية والبيداغوجية، وهي تختار عبر حكام يقظين ومثابرين، بعضا من غلال المدرسة العمومية الزاخرة بالعطاء والعمل المثمر والمتميز.
وهكذا، تم الإعلان عن الفائزين على الشكل التالي :
جوائز فئة التعليم الابتدائي العمومي:
*الجائزة الأولى: ذ. اعدو سعيد (من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين العيون الساقية الحمراء).
*الجائزة الثانية: ذ. رشيد لعروية (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي).
*الجائزة الثالثة: ذة.حسناء بوشعلة ( أكاديمية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة).
جوائز فئة “التربية الدامجة”:
*الجائزة الأولى: ذ. محمد لعروسي (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين العيون الساقية الحمراء).
*الجائزة الثانية: ذ.مصطفى حوسني (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة).
*الجائزة الثالثة: ذة.فاطمة مودو (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس).
جوائز فئة “معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية (IPSE):
*الجائزة الأولى: ذة. مريم إيمجان ( لأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين العيون الساقية الحمراء).
*الجائزة الثانية: ذة. منال اللحية (أكاديمية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات).
*الجائزة الثالثة: ذ. يوسف الرياني (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بني ملال خنيفرة).
جدير بالذكر، فإن الدورة الرابعة من جائزة الأستاذ(ة) برسم 2023، شهدت مشاركة 350 أستاذة وأستاذ في السلك الابتدائي؛ وهو ما أفسح المجال لتفاعل ومشاركة أكثر من 12 ألفا و500 تلميذة وتلميذ من الاستفادة من الدينامية التي خلقتها الجائزة داخل الأقسام، وامتدادها التفاعلي والإبداعي بشكل يوازي استثمار طاقات غاية في العطاء والتجديد والسيرورة، وهو ما أثمر قرار توسيع الجائزة جغرافيا، لتصبح منذ العام 2021 وطنية، بروافد متنوعة ومتكاملة، وذات مردودية كبيرة.
حقيق بهذه الخريطة التربوية، أن تمنحنا القدرة على التخليق البناء والمتواصل، لأهم ركائز وأساسيات التمدرس وروافد التعليم، وهو ما يؤسس لمعالم إبداعية نسقية متلائمة مع الراهن ومنسجمة مع متطلبات الإصلاح المنظور، ليكون لمثل هذه المبادرة الوظيفية النموذجية المرجوة، عنوانها الممتد والمتواصل عبر أجيال.