(كش بريس/ محمد مروان) ـ خراب في خراب وأكوام من الأتربة والأحجار هنا وهناك، دمار شامل وكأنه من مخلفات الزلزال الذي ضرب مؤخرا بلاد المغرب، وقد بقيت كل من قنطرة واد القصب والمدار الطرقي بالمدخل الشمالي لمدينة تامنصورت بجماعة حربيل التابعة للنفوذ الترابي لدائرة البور، عمالة مراكش، يشكيان حالهما للخالق الرحمان بعدما توقفت على حين غرة منذ الأيام الأولى من الشروع في أشغال بنائهما خلال شهر أبريل الماضي من السنة الجارية، بهذا المكان المتواجد على الطريق الوطنية رقم 7 المؤدية من مراكش في اتجاه مدينة آسفي، الشيء الذي تسبب وما يزال يتسبب كل مرة وبين ليلة وأخرى في حادثة من حوادث السير، حيث تخلف وراءها أضرارا قد تكون بشرية أو مادية في مركبات ضحايا عابري هذا المقطع الطرقي ليتمم ما أفسدته المخططات الفاشلة الخاصة بهذه الطريق في إطار استراتيجية عمل المندوبية الجهوية بمراكش التابعة لوزارة التجهيز والماء بالمغرب.
ورغم ذلك فقد ترك الحبل على الغارب في انتظار اليوم الذي سيأتي أملا في أن تستأنف أشغال بناء هذا المدار الطرقي وقنطرة واد القصب، التي تتواجد بجواره على بعد خطوات، في الوقت الذي ما تزال لم تندمل بعد جروح فاجعة سقوط حافلة للركاب من فوق هذه القنطرة في مياه هذا الواد، يوم 30 نونبر من سنة 2017، بعدما جرفتها مياه أمطار كانت جد غزيرة بعين المكان، وقد أصيب على إثر هذا الحادث ثلاثة وثلاثين ( 33 ) راكبا وفقدان طفل صغير جدا في شهوره الأولى بعد ولادته، حيث تم نقل المصابين أنذاك على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش، لكن للأسف الشديد ما إن استبشر مستعملي هذه الطريق خيرا بعد انطلاق أشغال إصلاح هذه النقطة الخطيرة بالذات بالنسبة لحركتي السير والجولان، حتى توقفت لأسباب مجهولة، وقد بقي الحال على ما يزال عليه إلى اليوم، بينما مسؤولو السلطتين المحلية والمنتخبة والمندوبية الجهوية بمراكش للنقل والماء .. قد دأبوا على الالتزام بالحياد التام أمام ما أصبح يكلف هذا المكان من خسائر عديدة في أرواح المواطنين والزوار من السياح المغاربة والأجانب والأضرار التي لا حصر لها في مركباتهم، موقف بكل ما تحمل الكلمة من معنى جد سلبي جعل أحد ضحايا حادثة سير في السابق بعين المكان، يصرح لـ ” كش بريس ” قائلا : ” إن هذه النقطة السوداء بسبب ما صارت تحدث بها من حوداث المرور يوميا، يجعلني أجزم بأن شعارات الوقاية من حوادث السير، ما هي إلا شعارات فضفاضة ما فتئت تردد على ألسنة المسؤولين، خاصة أثناء الاحتفاء باليوم العالمي بذكرى حوادث المرور على الطرق، للأسف هي أكاذيب في أكاذيب، وشعارات جوفاء، الشيء الذي يثبته واقع الحال بهذه النقطة الكيلومترية بالمدخل الشمالي لمدينة تامنصورت.”