جرى يومه الخميس 26 يناير 2023 بأحد فنادق مراكش، تنظيم لقاء ثقافي وفاء لروح الباحث الراحل الدكتور عبد الرحمن الموساوي، أحد الأصوات النقدية الأدبية التي بصمت وجودها التاريخي والأكاديمي في بناء اللبنة الأولى لتأسيس صرح كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وبادر منظمو هذا اللقاء، من طلبته القدماء وزملائه الباحثين وأصدقائه المقربين، بالإضافة إلى عائلته الصغيرة، إلى إيلاء أهمية كبيرة لمسار الراحل العلمية والأدبية، ودوره البارز في تأسيس الدرس النقدي الأكاديمي بالجامعة.
واستأثرت كلمات كل من الدكتور عبد العزيز جسوس والدكتور عبد القادر حمدي والدكتور محمد لكلع والدكتور عبد الجليل لكريفة، ووجوه ثقافية من الرعيل الأول لطلبته الثمانينيين والتسعينيين، (استأثرت) باهتمام الحضور الوازن الذي تابع أطوار الندوة التكريمية الاسترجاعية، مستعيدا بذلك زخم أخلاقيات الدكتور الموساوي وعلميته الرصينة ودأبه المتواصل في تمكين طلبته الباحثين من أدوات العمل الميداني والنظري، وتشجيعه للإبداع والخيال الخلاق.
وتفجرت الشهادات المقدمة من قبل العديد من الأسماء التي حجت من داخل المملكة وخارجها، في حق الرجل المحتفى به، مستدرجين مجالات الالتقاء والتواصل مع الأستاذ المكون والصديق الوفي والإنسان المخلص والمثقف الرصين، أخلاقا وعلما وأدبا وإيثارا وتواضعا، مكنه من الاستحواذ على قلوب محبيه وتلامذته، والتي أنتجت عبر أجيال وعقود وعيا دافقا وسيرورة لا مثيل لها، أرخت بمآلاتها على ذاكرة الحياة الجامعية ووطن يحيا بالصدق والمحبة والعرفان.
واستقت نجلة الراحل الموساوي، هذه الخصائص العرفانية والوجدانية، من خلال قراءة كلمة باسم عائلتها في حق المبادرين لتنظيم هذه الاحتفائية الراقية، (استقت) كل الأخلاق المثالية العظيمة، التي مافتئ معلم الأجيال يقدمها رمزا لتضحيات جلى، أبر بها موقعه العلمي، وأثرى بوقعها محافل الوصل والوصال، مستبشرا بطلبة ينيرون طريق الوفاء وأمشاجا من بليغ الصون والإصرار على التوهج، يقدمون هاهنا عربون إخلاصهم ووفائهم للعظيم الراحل.
وفي إثر ذلك، تقدم كل من الروائي الأستاذ الحافظ الزبور، والروائي الأستاذ يحضيه بوهدا، بتوقيع كتابيهما الحديثين، “غربة بلون الرمل، و”رحيل بلا وداع”، مبرزين على محفل مائز وأصيل، أصواتا جمالية دافقة من رحاب صحرائنا الحبيبة، مستبقين فضاءات تحمل وسوما غاية في الإشراق والتوهج.
جدير بالذكر، فإن اللقاء الذي استحسنت مقاصده الإنسانية والثقافية السامقة، شخصيات من عالم الفكر والثقافة والإعلام، كان من نسج نخبة من أهل المحبة والوصال، وعلى رأسهم المثقف النبيل الأستاذ محمد بوشعاب، الذي أدار المقامات بروح راقية وجمال مبهر، أثمر جهدا تسمو به الأخلاق والمعرفة ومجتمع القيم التي نسمو إليها جميعا.