انقضت سنة كاملة على انطلاق عمليات ”طوفان الأقصى” التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في غزة، ومنها انطلقت شرارتُها إلى الضفة الغربية ضد العدو الإسرائيلي. يركّز الإعلام الغربي على وصف هذه المقاومة بمقاومة حركة حماس الإسلامية التي أصبحوا يعتبرونها ذراعًا من أذرُع إيران في المنطقة وإن لم تكن شيعية رغم تلقّيها مساعدات تقنية وعسكرية من إيران وحزب الله لضرورة الحرب مع عدوّ الأمة، حين أحجمت بقية الدول الإٍسلامية والعربية خصوصًا عن مدّها بما هي في أمسّ الحاجة إليه، ولا ذنب لها إلا كونها اختارت المقاومة عوض المهادنة التي جنَحت لها منظمة فتح وجناحُها المسلح مع استمرار الكيان المحتل في التمدّد والغطرسة والتعدّي وقَضْم الأراضي ومنع حتى المصلّين من دخول الأقصى وممارسة شعائرهم الدينية في أمن وسلام. على أن المقاومة الحالية الدائرة في غزة والضفة ليست مقصورة على الجناح العسكري لحماس المتمثّل في كتائب عز الدين القسام، بل توجد معها فصائل أخرى صغيرة مثل سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي التي أسسها رمضان شلح، وهي حركة سُنّية، كما توجد معها ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي كانت قد ظهرت مع انتفاضة الأقصى سنة 2000. والجامع بين هذه الفصائل هي كونها اختارت المقاومة المسلّحة والشعبية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومن يقف وراءه من قوى الظلم والطغيان العالمية، ولاسيما بعد فشل اتفاقية أوسلو(1993م) وما نشأ عنها بمرور السنوات والخلود إلى الدَّعة والاستِكانة من نتائج كارثية زادت من تجبُّر العدو وتسلطّه وتمدُّده وطغيانه واكتساحه للأراضي خطوة بعد خطوة، وإقامة مستوطنات يهودية عليها، بعد طرد أهلها ومُلّاكها من الفلسطينيّين، وأصبح حل تكوين دولة فلسطينية حرة مستقلة على الحدود المعترف بها دوليا بجانب دولة عبرية، مجرد حلم لا يعمل له أحد لا من القوى الضامنة لاتفاقية أوسلو ولا من العدو المُسيطِر على الأرض، ولا حتى من الفصيل الفلسطيني المُهادِن الذي وقَّع المعاهدة واستولى على السلطة المحلّية التي أصبح عملها الأساسي مركَّزًا على التنسيق الأمني مع إسرائيل وكبح جماح أية محاولة للمقاومة أكثر من أي عمل آخر.
حاصل ما أردنا قوله هو أن المقاومة التي تواجهها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 هي مقاومة فلسطينية خالصة، قامت لتدافع عن أرضها وشرَفها وعِرضها ودينها وحُرماتها وعن كيانها ووجودها، بل إنها تدافع عن حُرمات المسلمين كافة وعن مقدَّساتهم وأقصاهم وأرضهم وشعبٍ من شعوبهم، وتنوب عنهم في صدّ عدوان انطلق من فلسطين ولا يدري أحد إلى أي أرض إسلامية أخرى ينتهي ظُلمُه وتهديداتُه، وأين يقف به طموحُه الذي تغذّيه في النفوس نزعة دينية متطرِّفة مستوحاة من تعاليم توراتية موروثة. ولذلك فإن الوقوف بجانب هذه المقاومة ودعمها بكل ما هو مُستطاع وممكِن، ولو بالدفاع عنها أمام خصومها، وبالإقناع والمساندة الأخلاقية والسياسية، لهو حق على المسلمين جميعا، وواجب على كل ناصِر للحق والعدالة الإنسانية من أي دين أو عقيدة كان. ومن باب الإنصاف لهذه المقاومة الشريفة من الحملات التي تتعرَّض لها حتى من داخل صفوف الأمة، بدوافع سياسية وإيديولوجية لا دوافع موضوعية، بأن يقال ويُكتَب عنها بأنها (مقاومة فلسطينية) مجاهدة ومخلصة، عوض أن تصنَّف في خانة حماس وحدها أو خانة (الإسلاميّين) وحدهم، أو في خانة من يتلقى الدعم من حزب الله أو إيران أو غيرهما، وإن كانت الغاية عند من يصنّفهم هذا التصنيف هي الشيطنةُ والتنقيص من قيمة هؤلاء وكأنهم ليسوا جزءًا فاعلاً من هذه الأمة، وليس من حقهم الدفاع عنها والموت في سبيلها. إن الهدف الذي يضحّي من أجله أبطالُ المقاومة الفلسطينية سواء كان متصدِّروها من هذا الفصيل أو ذاك، وتَفيض في سبيله أرواحُهم وتسيل دماؤُهم بكل سخاء، هو الدفاع عن أرض فلسطين وأهلها وحرماتها ومقدساتها والدفاع عن هذه الأرض جزءٌ ثابت من عقيدة كل مسلم وعربي مهما كان حزبُه أو شعبتُه أو سَريَّته، وكفى من بثّ سموم التقسيم والتفرقة وخاصة في هذا المجال الذي يتطوّع فيه من يتطوع ليجود بنفسه وجسده ودمه، ولا يطلب إلا لقاء الله، ويقف فيه المتفرِّج على شاطئ الخمول والفضول ليصنّف الشهداء، فيدخل جنة رِضاه من شاء وجحيمَ سُخطه من شاء. يحاسب الشهداء على أفكارهم وانتمائهم السياسي،
انقضت سنة كاملة على انطلاق عمليات ”طوفان الأقصى” التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في غزة، ومنها انطلقت شرارتُها إلى الضفة الغربية ضد العدو الإسرائيلي. يركّز الإعلام الغربي على وصف هذه المقاومة بمقاومة حركة حماس الإسلامية التي أصبحوا يعتبرونها ذراعًا من أذرُع إيران في المنطقة وإن لم تكن شيعية رغم تلقّيها مساعدات تقنية وعسكرية من إيران وحزب الله لضرورة الحرب مع عدوّ الأمة، حين أحجمت بقية الدول الإٍسلامية والعربية خصوصًا عن مدّها بما هي في أمسّ الحاجة إليه، ولا ذنب لها إلا كونها اختارت المقاومة عوض المهادنة التي جنَحت لها منظمة فتح وجناحُها المسلح مع استمرار الكيان المحتل في التمدّد والغطرسة والتعدّي وقَضْم الأراضي ومنع حتى المصلّين من دخول الأقصى وممارسة شعائرهم الدينية في أمن وسلام. على أن المقاومة الحالية الدائرة في غزة والضفة ليست مقصورة على الجناح العسكري لحماس المتمثّل في كتائب عز الدين القسام، بل توجد معها فصائل أخرى صغيرة مثل سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي التي أسسها رمضان شلح، وهي حركة سُنّية، كما توجد معها ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي كانت قد ظهرت مع انتفاضة الأقصى سنة 2000. والجامع بين هذه الفصائل هي كونها اختارت المقاومة المسلّحة والشعبية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومن يقف وراءه من قوى الظلم والطغيان العالمية، ولاسيما بعد فشل اتفاقية أوسلو(1993م) وما نشأ عنها بمرور السنوات والخلود إلى الدَّعة والاستِكانة من نتائج كارثية زادت من تجبُّر العدو وتسلطّه وتمدُّده وطغيانه واكتساحه للأراضي خطوة بعد خطوة، وإقامة مستوطنات يهودية عليها، بعد طرد أهلها ومُلّاكها من الفلسطينيّين، وأصبح حل تكوين دولة فلسطينية حرة مستقلة على الحدود المعترف بها دوليا بجانب دولة عبرية، مجرد حلم لا يعمل له أحد لا من القوى الضامنة لاتفاقية أوسلو ولا من العدو المُسيطِر على الأرض، ولا حتى من الفصيل الفلسطيني المُهادِن الذي وقَّع المعاهدة واستولى على السلطة المحلّية التي أصبح عملها الأساسي مركَّزًا على التنسيق الأمني مع إسرائيل وكبح جماح أية محاولة للمقاومة أكثر من أي عمل آخر.
حاصل ما أردنا قوله هو أن المقاومة التي تواجهها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 هي مقاومة فلسطينية خالصة، قامت لتدافع عن أرضها وشرَفها وعِرضها ودينها وحُرماتها وعن كيانها ووجودها، بل إنها تدافع عن حُرمات المسلمين كافة وعن مقدَّساتهم وأقصاهم وأرضهم وشعبٍ من شعوبهم، وتنوب عنهم في صدّ عدوان انطلق من فلسطين ولا يدري أحد إلى أي أرض إسلامية أخرى ينتهي ظُلمُه وتهديداتُه، وأين يقف به طموحُه الذي تغذّيه في النفوس نزعة دينية متطرِّفة مستوحاة من تعاليم توراتية موروثة. ولذلك فإن الوقوف بجانب هذه المقاومة ودعمها بكل ما هو مُستطاع وممكِن، ولو بالدفاع عنها أمام خصومها، وبالإقناع والمساندة الأخلاقية والسياسية، لهو حق على المسلمين جميعا، وواجب على كل ناصِر للحق والعدالة الإنسانية من أي دين أو عقيدة كان. ومن باب الإنصاف لهذه المقاومة الشريفة من الحملات التي تتعرَّض لها حتى من داخل صفوف الأمة، بدوافع سياسية وإيديولوجية لا دوافع موضوعية، بأن يقال ويُكتَب عنها بأنها (مقاومة فلسطينية) مجاهدة ومخلصة، عوض أن تصنَّف في خانة حماس وحدها أو خانة (الإسلاميّين) وحدهم، أو في خانة من يتلقى الدعم من حزب الله أو إيران أو غيرهما، وإن كانت الغاية عند من يصنّفهم هذا التصنيف هي الشيطنةُ والتنقيص من قيمة هؤلاء وكأنهم ليسوا جزءًا فاعلاً من هذه الأمة، وليس من حقهم الدفاع عنها والموت في سبيلها. إن الهدف الذي يضحّي من أجله أبطالُ المقاومة الفلسطينية سواء كان متصدِّروها من هذا الفصيل أو ذاك، وتَفيض في سبيله أرواحُهم وتسيل دماؤُهم بكل سخاء، هو الدفاع عن أرض فلسطين وأهلها وحرماتها ومقدساتها والدفاع عن هذه الأرض جزءٌ ثابت من عقيدة كل مسلم وعربي مهما كان حزبُه أو شعبتُه أو سَريَّته، وكفى من بثّ سموم التقسيم والتفرقة وخاصة في هذا المجال الذي يتطوّع فيه من يتطوع ليجود بنفسه وجسده ودمه، ولا يطلب إلا لقاء الله، ويقف فيه المتفرِّج على شاطئ الخمول والفضول ليصنّف الشهداء، فيدخل جنة رِضاه من شاء وجحيمَ سُخطه من شاء. يحاسب الشهداء على أفكارهم وانتمائهم السياسي، ولا يَشفع لهم عنده استشهادُهم وسقوطُهم في ساحِ الشرف.
انقضت سنة كاملة على انطلاق عمليات ”طوفان الأقصى” التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في غزة، ومنها انطلقت شرارتُها إلى الضفة الغربية ضد العدو الإسرائيلي. يركّز الإعلام الغربي على وصف هذه المقاومة بمقاومة حركة حماس الإسلامية التي أصبحوا يعتبرونها ذراعًا من أذرُع إيران في المنطقة وإن لم تكن شيعية رغم تلقّيها مساعدات تقنية وعسكرية من إيران وحزب الله لضرورة الحرب مع عدوّ الأمة، حين أحجمت بقية الدول الإٍسلامية والعربية خصوصًا عن مدّها بما هي في أمسّ الحاجة إليه، ولا ذنب لها إلا كونها اختارت المقاومة عوض المهادنة التي جنَحت لها منظمة فتح وجناحُها المسلح مع استمرار الكيان المحتل في التمدّد والغطرسة والتعدّي وقَضْم الأراضي ومنع حتى المصلّين من دخول الأقصى وممارسة شعائرهم الدينية في أمن وسلام. على أن المقاومة الحالية الدائرة في غزة والضفة ليست مقصورة على الجناح العسكري لحماس المتمثّل في كتائب عز الدين القسام، بل توجد معها فصائل أخرى صغيرة مثل سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي التي أسسها رمضان شلح، وهي حركة سُنّية، كما توجد معها ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي كانت قد ظهرت مع انتفاضة الأقصى سنة 2000. والجامع بين هذه الفصائل هي كونها اختارت المقاومة المسلّحة والشعبية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومن يقف وراءه من قوى الظلم والطغيان العالمية، ولاسيما بعد فشل اتفاقية أوسلو(1993م) وما نشأ عنها بمرور السنوات والخلود إلى الدَّعة والاستِكانة من نتائج كارثية زادت من تجبُّر العدو وتسلطّه وتمدُّده وطغيانه واكتساحه للأراضي خطوة بعد خطوة، وإقامة مستوطنات يهودية عليها، بعد طرد أهلها ومُلّاكها من الفلسطينيّين، وأصبح حل تكوين دولة فلسطينية حرة مستقلة على الحدود المعترف بها دوليا بجانب دولة عبرية، مجرد حلم لا يعمل له أحد لا من القوى الضامنة لاتفاقية أوسلو ولا من العدو المُسيطِر على الأرض، ولا حتى من الفصيل الفلسطيني المُهادِن الذي وقَّع المعاهدة واستولى على السلطة المحلّية التي أصبح عملها الأساسي مركَّزًا على التنسيق الأمني مع إسرائيل وكبح جماح أية محاولة للمقاومة أكثر من أي عمل آخر.
حاصل ما أردنا قوله هو أن المقاومة التي تواجهها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 هي مقاومة فلسطينية خالصة، قامت لتدافع عن أرضها وشرَفها وعِرضها ودينها وحُرماتها وعن كيانها ووجودها، بل إنها تدافع عن حُرمات المسلمين كافة وعن مقدَّساتهم وأقصاهم وأرضهم وشعبٍ من شعوبهم، وتنوب عنهم في صدّ عدوان انطلق من فلسطين ولا يدري أحد إلى أي أرض إسلامية أخرى ينتهي ظُلمُه وتهديداتُه، وأين يقف به طموحُه الذي تغذّيه في النفوس نزعة دينية متطرِّفة مستوحاة من تعاليم توراتية موروثة. ولذلك فإن الوقوف بجانب هذه المقاومة ودعمها بكل ما هو مُستطاع وممكِن، ولو بالدفاع عنها أمام خصومها، وبالإقناع والمساندة الأخلاقية والسياسية، لهو حق على المسلمين جميعا، وواجب على كل ناصِر للحق والعدالة الإنسانية من أي دين أو عقيدة كان. ومن باب الإنصاف لهذه المقاومة الشريفة من الحملات التي تتعرَّض لها حتى من داخل صفوف الأمة، بدوافع سياسية وإيديولوجية لا دوافع موضوعية، بأن يقال ويُكتَب عنها بأنها (مقاومة فلسطينية) مجاهدة ومخلصة، عوض أن تصنَّف في خانة حماس وحدها أو خانة (الإسلاميّين) وحدهم، أو في خانة من يتلقى الدعم من حزب الله أو إيران أو غيرهما، وإن كانت الغاية عند من يصنّفهم هذا التصنيف هي الشيطنةُ والتنقيص من قيمة هؤلاء وكأنهم ليسوا جزءًا فاعلاً من هذه الأمة، وليس من حقهم الدفاع عنها والموت في سبيلها. إن الهدف الذي يضحّي من أجله أبطالُ المقاومة الفلسطينية سواء كان متصدِّروها من هذا الفصيل أو ذاك، وتَفيض في سبيله أرواحُهم وتسيل دماؤُهم بكل سخاء، هو الدفاع عن أرض فلسطين وأهلها وحرماتها ومقدساتها والدفاع عن هذه الأرض جزءٌ ثابت من عقيدة كل مسلم وعربي مهما كان حزبُه أو شعبتُه أو سَريَّته، وكفى من بثّ سموم التقسيم والتفرقة وخاصة في هذا المجال الذي يتطوّع فيه من يتطوع ليجود بنفسه وجسده ودمه، ولا يطلب إلا لقاء الله، ويقف فيه المتفرِّج على شاطئ الخمول والفضول ليصنّف الشهداء، فيدخل جنة رِضاه من شاء وجحيمَ سُخطه من شاء. يحاسب الشهداء على أفكارهم وانتمائهم السياسي، ولا يَشفع لهم عنده استشهادُهم وسقوطُهم في ساحِ الشرف بالآلاف هم وأُسرُهم كاملة في كثير من الحالات.
(يتبع)