أسلم الروح إلى بارئها صباح اليوم الثلاثاء، عن سن ناهزت 76 سنة، الصحافي الكبير الأستاذ عبد الله الستوكي، الذي عانى مرضا مزمنا لازمه الفراش مدة طويلة، حيث قضى آخر أيامه في مصحة صحية بالرباط، معلنا رحيل واحد من الأسماء البارزة في مهنة المتاعب.
وكان الراحل، المراكشي الميلاد 1946، قد مارس الصحافة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في أعرق الصحف الفرنكوفونية، مثقفا وكاتبا متعددا، قبل أن يرمي به الزمن في أتون الإهمال والتجاهل، ماسبب له انتكاسة اجتماعية، أرخت بظلالها على نفسيته وصحته، خصوصا بعد أن تم تهديده بالطرد من منزله، بعد تعذر أداء مستحقات الكراء شهورا عديدة.
أصدر مجلته “المرآة” عام 1959، وخاض تجربة سياسية فريدة، بعد أن تم بعثه من قبل الحزب الشوعي المغربي، من أجل استكمال دراسته بموسكو عام 1963، ثم التحق بوكالة المغرب العربي للأنباء قبل تأميمها عام 1965، وبعدها انخرط في التعاون مع مجلة “أنفاس” عام 1966.
وفي سنة 1974 اشتغل في ديوان وزير الإعلام على عهد الوزير أحمد الطيب بنهيمة، ليلتحق مسؤولا على صحافة حزب التجمع الوطني للأحرار.
نعاه الكاتب الصحافي محمد بوخراز قائلا: “الراحل، عبد الله الستوكي، أدى في حياته ضريبة “الصحافي المحترف والمثقف المطلع”. لم يطق الجمع بينهما: تمرد على المؤسستين: الحزبية والرسمية؛ لكن حين نودي عليه مرارا لمهام وطنية؛ينطلق بملء طاقته،جموحه وصرامته. تعامل، بازدراء، مع من حاولوا مقايضة ولائه وتدجينه بالمال. واجههم جهارا، بالرفض المتأصل فيه. ولأنه كان طيبا صعب المزاج، فقليلون من تحملوه ووقفوا إلى جانبه في محنته . صفحة ناصعة تطوى بعناوينها المثيرة. وداعا سي عبد الله.
وكان رواد فايسبوك قد نشروا صورة للراحل وهو يرقد في إحدى أجنجة المصحة الطبية الخاصة بالرباط، وكأنهم يتنبؤون بأفول نجم آخر، بعد معاناة مزدوجة مع المرض والفقر والإهمال.