(كش بريس/مالكة العلوي) ـ أصدر مركز عناية بمراكش، ضمن منشوراته الثقافية والتربوية 2022، كتابا جديدا للباحثة والشاعرة المتميزة الأستاذة رفيق فوزية، موسوم ب”سارليكسيا – بوح شفيف-“، عن دار المطبعة الوطنية بالمدينة الحمراء.
الكتاب تجربة تربوية وإنسانية فريدة، استلهمتها المربية الرائدة الأستاذة فوزية رفيق، من واقع عمليات تلق بيداغوجي وتربوي، ضمن العملية التعليمية التعلمبة بالمدرسة العمومية، من خلال تجربة مراكز الاستماع.
ومازاد من قيمة وقوة رسالة المؤلف “سارليكسيا” ، القراءة الدامغة لعالم التربية الرائد الدكتور محمد الدريج، الذي أعاد الاعتبار لضرورة التقائية المعرفة بالعلم الواقعي، تجربة وقابلية وتواصلا تربويا.
وهي لعمري قيمة تمتاح من كل زوايا السيرورة وتداول الجديد، بما هو تحقيق لمناطات الترسيخ الواعي بأهمية التجارب والتجاوب مع ذاكرة المدرسة، ووعاءاتها النصية والتحليلية، واستتباعاتها الأخلاقية والقيمية…
إن كتاب “سارليكسيا”، إضافة نوعية أكيدة للخزانة التربوية والبيداغوجية المغربية والعربية، لما يختزله من خطوات حثيثة في اتجاه تأصيل مناهج الانصات التربوي، وتوظيفه ضمن حدود ثاوية لعمليات القراءة من داخل العملية التعليمية التعلمبة بالمدرسة.
نختار من مقدمة العلامة الدكتور محمد الدريج لكتاب “سارليكسيا.. بوح شفيف “:
“تجربة إنسانية غنية بالكثير من المواقف، رهاناتها كانت كبيرة وآمالها عريضة، خصوصا وأنها اندرجت في سياق محاولة الارتقاء بمنظومتنا التربوية من خلال التصدي لظاهرتي الهدر والتسرب المدرسيين، أحببت المؤلفة أن تتقاسمها لرغبتها وطموحها في تعميم معطياتها، ومخرجاتها للمهتمين، والمشتغلين في حقل التربية والتعليم عموما، وورش الإستماع والوساطة المدرسية خصوصا. تجربة كانت “محطة حاسمة في حياتها المهنية والإجتماعية، علمتها كيف يعزز الشخص إنسانيته، ويبنيها على أسس متينة، تتقاطع مع مرجعياته الفكرية والأخلاقية، فالذي لا يبصر بقلبه و إحساسه لا يبصر بعينيه، وأن الغوص في ذات الآخر يتيح لنا معرفة خباياها، وتجلية أسباب فشلها أونجاحها”.