عملية حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد بالعاصمة السويدية من طرف حاقدين بإذن وترخيص من السلطة المعنية في هذا البلد الذي يصنفونه في الغرب ومن طرف معتنقي ثقافة الغرب بأنه بلد “متحضر” تثير إشكالية التحضر في صلبها ومدلولها لأن الاعتداء العلني المرخص له رسميا على كتاب مقدس لدى ما يناهز مليار ونصف من سكان العالم عمل شنيع ينم عن سلوك عنصري مقرون بالكراهية والحقد وروح الإجرام يتعمد استفزاز وإهانة المسلمين المنتشرين في كل أرجاء المعمور.
إن الجرم المرتكب في حق القرآن الكريم يتعدى مجرد المس بمعتقد المسلمين إلى الاعتداء الشنيع على قيم يُفترض أنها إنسانية وكونية كحرية المعتقد الديني والحق في الاختلاف واحترام معتقدات الغير…وانتهاك هذه القيم عن عمد وسبق إصرار وبمباركة من سلطات بلد عضو في منظمة الأمم المتحدة التي تصدر عنها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي يتوخى منها المجتمع الدولي احترام وصيانة القيم الإنسانية المشتركة الكفيلة بقيام مجتمعات تتعايش فيها الديانات والثقافات والحضارات في مختلف بقاع المعمور.
إن حرق كتاب مهما كان الاختلاف مع مضمونه يعد عملا شنيعا ومرفوضا من المنظور الإنساني والحضاري فأحرى أن يكون الكتاب يحظى بقدسية دينية خاصة لدى ما يقرب من خمس سكان العالم مما يجعل هذا العمل ليس مجرد عدوان عنصري حاقد وإنما هو تجرد صارخ من القيم الإنسانية وتعبير واضح عن همجية ولو أنها صادرة من جهة يرى البعض أنها في ثياب “متحضرة“.
إن الجرم المرتكب في حق القرآن الكريم يتعدى مجرد المس بمعتقد المسلمين إلى الاعتداء الشنيع على قيم يُفترض أنها إنسانية وكونية كحرية المعتقد الديني والحق في الاختلاف واحترام معتقدات الغير