صدَر مؤخرا للأستاذ عبد القادر العلمي ديوانُ شِعر تحت عنوان “أسئلة على الهواء” وذلك ضِمن منشُورات سليكي إخوان بمدينة طنجة.
يتشكّلُ الدّيوان الذي يُعتبر باكورة الشّاعر من 44 قصيدة مُتفاوتة الحجم، اختارها الأستاذ عبد القادر العلمي من جُمّاع النصوص الشعرية التي كتبها منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي، إلى غاية تاريخ صدُور الديوان (2023)، وهو ما يجعلُه يكشفُ عن الهواجس التي شغَلت بالَ الأستاذ عبد القادر العلمي الذي تكرّس اسمُه كفاعلٍ حقوقي و ناشطٍ مدني في مجال الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، حيث شغل عددًا من المسؤوليات داخل العُصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، عِلاوة على المهام الإدارية التي اضطلع بها منذ تخرّجه من كليّة الحقوق بالرباط سنة 1972 وحصُوله على ثلاثة ديبلومات للدراسات العليا في تخصص القانون المدني (1976) وقانون الأعمال (1977) والقانون الخاص (1986)حيث عمل بوزارتي المالية والسكنى و بقطاع التعاون الوطني، كما انتخب باسم المغرب رئيسا مساعدا للاتحاد الدولي للمؤسسات العائلية من سنة 1982 إلى سنة 1986 ورئيسا للمنظمة العربية للأسرة (1983-1988)، كما ساهم في تحرير أول مشروع للإعلان العالمي لحقوق الأسرة تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بمنظمة الأمم المتحدة.
“أسئلة على الهواء” ديوانٌ شعري أرادهُ الأستاذ عبد القادر العلمي أنْ يكون استراحةً شِعرية بعد تطوافٍ طويل في مجال العمل الإداري والسياسي والحقوقي، ما زال يُواصلُه من خلال مسؤوليته على رأس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.
من ناحية أخرى، سبق للأستاذ عبد القادر العلمي أنْ أصدر عددًا من المؤلفات في المجالات التي ارتبط بها فكريا وثقافيا: “حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق” (1986)، “معركة إقرار قانون من أين لك هذا” (1992)، “هاجس التغيير الديمقراطي” (1996)، “الفقر أي وسائل لمواجهته” (2002)، و”في الثقافة السياسية الجديدة” (2009).
من أجواء الديوان الحافل بالأسئلة، التي تُدينُ الخراب والدمار الذي يعصفُ بما حولنا، و تُشيرُ إلى متاهات الذات العربية وخريفها الذي لا ينتهي، وانطفاء الشلالات في زمن مواسم اللغو، نقرأ:
أيّها الثرثارون
في كل مجمع حافلْ
أسألكم
هل ينمُو الشجر الأخضر
والنخلُ الممشوق
في صحراء الليل القاحلْ
هل يُسمع النايُ الطروبُ
في ضجيج الزمن السافلْ؟