… اطلعت على المقال الذي حرره السيد ط بنجلون الذي زعم كونه أصيب بصدمة ودخل غرفته وأغلق عليه حزنا على الضحايا اليهود الذين ماتوا في حرب غزة، وما فعلته حماس بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالنسبة لي هذه هي المرة الثانية التي أسمع بها بالكاتب بنجلون، إذ سبق لي أن قرأت بعض كتاباته التي أكد فيها أنه يوما صلى ركعتين في صلاة الجنازة، وهو أمر غرائبي مكتوب لصالح الفرنسيين، إلا أن في الأمر خطأ ما، ذلك أنني كما أعتقد فإن صلاة الجنازة تكون بالوقوف وتفتتح بـ: الله أكبر، ثم الفاتحة والتكبير، ثم الدعاء والتكبير، ثم الصلاة الإبراهيمية والتكبير. لكن السيد بنجلون الذي يبدو أنه لم يدخل مسجدا في حياته ولم يحضر جنازة إسلامية قط. زعم أن صلاة الجنازة بركعتين، وهذا التغليط وعدم الفهم لا ينحصر فقط في صلاة الجنازة بل يمتد إلى القضية الفلسطينية، لقد تجاهل المذابح والظلم الغربي للفلسطينيين خلال أكتر من 70 سنة التي استشهد خلالها أكثر من نصف مليون فلسطيني، قتلوا بالتقسيط، ولا زالوا يستشهدون من أجل أرضهم. وللتذكير فقط ببعض المذابح الفلسطينية التي لم يدخل السيد بنجلون غرفته أثناءها أو بعدها ويغلق عليه حزنا مذبحة 1933 و الأحد الأسود 1937 و صبرا وشاتيلا 1982و غزة 2008 و إيلات 2011 وغزة 2014 ومذبحة اللذ ومذبحة دير أيوب ومذبحة دير ياسين 1948 ومجزرة عين الزيتون و مذبحة الأقصى الأولى والثانية 1990 و1994 ومذبحة مخيم جِنين 2002. وخلال هذه السنة فقط استشهد 300 فلسطيني، بالإضافة إلى مئات المذابح التي لم نشر إليها وهي معروفة…. إننا أمام أكثر من ألف مذبحة ضد الشعب الفلسطيني لكن لا أحد دخل غرفته حزنا.
ـ لا أدري كم من الوقت سيمضي ربما شهور قليلة ونسمع ترشيحا ما لجائزة نوبل، أما صاحب الثابت والمتحول فلينتظر طوفان أقصى آخر، وقد تكون لجنة نوبل أخبث كالعادة.
*باحث