دافعت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أمس الثلاثاء، عن اختيارات حزبها وعمله الحكومي ضمن الأغلبية، وسلامة وضعه، نافية أي تصدع بين أعضاء مكتبه السياسي، بعد سلسلة من الرجات التي عرفتها ردهت التسيير بداخله، خصوصا تلك المتعلقة بالمشكلات التي كان من ضمن أسبابها تصريحات الأمين العام عبد اللطيف وهبي، الذي يمثل قطاع العدل في حكومة أخنوش، ثم ما تلا ذلك من التفاعل المنقطع النظير مع رسالة ثلاثة أمناء عامون للحزب المطالبة بعزله وإعادة تصحيح مسار البام، الذي عرف تدهورا كبيرا، خصوصا فيما يتعلق بهيكلة منظومته وفعاليته داخل التدبير الحكومي المذكور.
وقالت المنصوري، خلال إجاباتها على أسئلة الصحفيين في لقاء نظم أمس بالرباط، أن النقاش العمومي المرتبط بالحزب سواء من خلال وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، صحي مشبهة إياه “بالأدرينالين” الذي يغذي وينشط المناخ الحزبي.
وحملت المسؤولة الحزبية، الإعلام الوطني مسؤولية التأويل الخاطئ لكل وقائع التصدع في الحزب، واصفة ذلك ب “البوليميك”، إذ إنه يرافق الحزب” معتبرة ذلك من “الجينات المكونة لهويته”.
وأكدت المنصوري، في ذات السياق، “أن الحزب في صحة جيدة ولا وجود لمشاكل بين السيدات والسادة أعضاء المكتب، مشددة على أن كل مكونات أعلى هيئة تقريرية للحزب تشتغل بجد ومسؤولية ونكران للذات”، منوهة “بالأداء الجيد والمتميز لوزيرات ووزراء الحزب وفريقيه البرلمانيين”، و”قيادة الحزب راضية تمام الرضى على الحصيلة المحققة منذ الاستحقاقات الأخيرة، وأن الكثير من المشاريع والبرامج والأوراش التي تستهدف المواطنات المواطنين في جميع الجهات هي بصدد البرمجة والتنزيل؛ تحقيقا للكرامة والتنمية التي يترافع عنها الحزب من مختلف المواقع” حسب قولها.
ونفت المنصوري، توصل المكتب السياسي للبام بأي رسالة من أمنائه العامين السابقين، قائلة “أن الحزب لم يتوصل بأي رسالة، مجددة التأكيد على انفتاح قيادة الحزب على جميع المناضلات والمناضلين، وأنها على تواصل دائم مع السيد حسن بنعدي ولم يخبرها مطلقا بمضمون الرسالة، لتخلص إلى القول: “نحن حزب مؤسسات ولسنا حزب أشخاص”.
اللقاء التواصلي الذي ترأسته رئيسة المجلس الوطني للبام، في غياب أمينه العام عبد اللطيف وهبي، يثير أسئلة، من قبيل انشغال جناح المنصوري داخل حزب التراكتور، باتساع هوة الغضب الشعبي على وزير العدل، وانتشار آلاف التدوينات والهاشتاغات في مواقع التواصل الاجتماعي، تهاجمه وتدعو إلى إقالته، وهو ما يدفع منطقا إلى محاولة التغطية على تدهور مكانة البام ميدانيا، ودفعه بشكل مثير إلى تكريس نفوقه وتحوله إلى “مسخرة” أيديولوجية وواجهة للأعيان واللقطاء السياسيين.
متتبعون وكتاب رأي، يقرؤون الفاتحة على حزب يشيخ سياسيا وتفكيرا، حتى قبل أن يربي ريشه، في ظل أزمة ثقة الناخبين بالفاعلين الحزبيين، الذين لا أمان لهم ولا صفة أخلاقية؟.
فهل تنجح المنصوري، في استعادة زخم البام، وإعادة اللحمة لصفوفه، التي تعاني تصدعات داخلية لا تريد القيادة الحالية الاعتراف بها، رغم تأكيد ذلك، بعد نشر رسالة الأمناء العامين السابقين لجرار فشل في حرث أرض لا ماء فيها ولازرع؟.