إلى زوجتي ” ليلا شاكر “
1 ـ مساءَ الأحدِ الماضي حيثُ الثلج والأيائل التي تجرُّ العَرَبات،
حَملتُ اسمكِ على كتفيَّ
مشيتُ فوقَ الجسرِ الصغير
قرب كاتدرائية “نوتردام دو باريس” ؛
لألمسَ سَعادة أحجارهِ
لأنّها عاصَرَت خُطاكِ فوقَهُ ؛
تحتَ الجسر لاتزالُ مياهُ “السين” – منذُ ولادةِ الماء –
تنتظرُكِ مُحتفظةً بنظراتي إلى وجهكِ
عندما عبَرنا الجسرَ معًا ذات يوم إلى الكَنيسة .
2 ـ الكلماتُ تَمضي إلى حديقتِها الشِعريَّة
الأيام تَمضي وستمضي إلى حَتفِها
وتبقى الأغنيات التي أحببناها
تنزلُ من عَينَيكِ
ومن العَبير ومن حُلم امرأةٍ
حَملَت باقة وُردٍ تحتَ المَطر
إلى عازفِ الكمان الأعمى في زاوية الشارع .
3 ـ قربَ زجاجةِ النَّبيذ المُطلَّةِ
على النوافذِ المُغلقَة والطّاولاتِ الباردَة
ثمَّة ذِراعانِ لنا لا يراهما أحَد
يُشَيّدانِ أعمدةً لليل والقلوبِ القافزة
ثم يَقرعان جَرسَ الحُب
يَختفيان في صَهيلِ مَعاطِفِ “باريس” الحَمراء .
4 ـ تقولين : تَعبنا منَ الأفكارِ الكُبرى
والأحلامِ الكُبرى والخطواتِ الكُبرى
في المُدُن الكبرى
ومن الشّوارعِ الطَّويلَة واكتشافِ أشجارٍ جَديدة
وواجهاتِ ألبسةٍ جَديدة تعبنا ،
تعالَ نعودُ إلى بيتِنا في “دمشق”
إلى غُرفتَيه الصَّغيرتين
حيثُ وَلَدتُكَ و وَلَدتَني فيهِما ،
هناكَ نحلمُ من جَديدٍ أحلامًا علمانيةً صغيرةً – على قَدِّنا –
حتى إذا انكَسَرتْ
تكونُ دموعنا أقَل وابتساماتنا الشّاحبة
أقَل نحلمُ بالسَّفَر والهجرةِ من جَديدٍ .
*جبران سعد (شاعر سوري مقيم في السويد) – أواخر 2022 باريس