(كش بريس/خاص) ـ في بادرة اجتماعية وثقافية عميقة الدلالة، قام لفيف من المثقفين والإعلاميين، يتقدمهم الأكاديمي والمفكر الدكتور حسن اوريد ، بزيارة لمدينة أمزميز وبعض دواويرها الجبلية، صباح يومه الثلاثاء، حيث جرى التواصل بفعاليات من منظمات المجتمع المدني والمتطوعين القائمين بأعمال التنسيق مع السلطة المحلية، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر على الساكنة.
وأحاط القائمون المدنيون بهذه الأعمال الجليلة، بالصورة العامة للوضعية، وتطوراتها خلال الأيام التي تلت حدوث الفاجعة، وتمظهرات التدخلات العاجلة، على أكثر من مستوى، وأثرها في نفوس الساكنة المتضررة، والمكلومين منهم.
وانتقل المشاركون في الزيارة التطوعية، إلى دواوير عديدة، “انكال والجامع وأوديد وتفكاغت وغيرها”، حيث التقوا مباشرة بالساكنة، مستطلعين أحوالهم وتداعيات النكبة على نفسياتهم، وآمالهم في العودة إلى الحياة ..
وانفتح المبادرون على جراحات المكلومين، ممن فقدوا أهلهم وأحبتهم وجيرانهم، متساكنين بالوجدان والدعم النفسي والإنساني، إزاء المواطنين المعنيين، حيث تتفاوت درجات الصدمة وانبجاسها في الروح المجروحة من حال إلى حال، ومن مقام إلى مقام، ومن جسد إلى جسد ، وقد أخذتهم العبرات ومراثيها إلى أقصى درجات العزاء.
ووقفت الثُّلَّةُ عند حجم الخسارات والآثار التي خلفتها الهزة الأرضية العنيفة، حيث سويت العقارات/الممتلكات عن آخرها، والأرواح المفقودة والحيوانات، وما حملت الأرض من فوقها وباطنها، كما المشيدات من المرافق الاجتماعية والصحية، والجسور والبنى المتقهقرة أصلا ..
ولم يثن ذلك، من فتح الحوار بين المترافقين، الذين أجمعوا في الذكر والبيان، عن أن أفضل رسالة في المناسبة، هي تعزيز بنيان المواطنة، وإعادة تأسيس قواعد متينة وصلبة للمستقبل، حيث الدروس تتكرر بأشكال وصور ، لكنها اليوم، يقول الرفاق الزائرون : “تختلف عما سبق، ولا يمكن استرداد وهج الحضارة، من دون تخطيط وحكامة وضبط ونجاعة”.
فوتوغرافيا: محمد أمين بدوي