عبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عن اندهاشها من بيان وزارة الخارجية المغربية الأخير، معتبرة إياه “بيان مسكون بالتطبيع وبالإذعان للعدو”، مؤكدة في السياق ذاته، على أنه “يتجاهل موقف الشعب المغربي” الذي خرج بالملايين مؤيدا للمقاومة، ولم يجرؤ على إدانة قصف العدو الصهيوني وتقتيله للمدنيين العزل وخاصة الأطفال والنساء.
وطالبت الجبهة في بلاغ، توصلنا بنسخة منه، ب” إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وإلغاء كل اتفاقيات التطبيع، بدءا باستدعاء ممثله لدى الكيان فورا”. مدينة الدعاء بالنصر للصهاينة مؤخرا من طرف الحاخام “بينتو يوشياهو” في المقبرة اليهودية بالدار البيضاء، واعتبرت هذا تجليا من تجليات التطبيع الرسمي واستفزازا لمشاعر عموم المغاربة.
واستنكرت الجبهة “سلوك الإعلام الرسمي والخاص لكونه بوق للتعتيم والتغليط والتطبيع”, كما استنكرت منع بعض المشجعين الرياضيين من حمل الكوفية والأعلام الفلسطينية. داعية كل مكوناتها إلى الاستمرار في الاحتجاج في جميع ربوع البلاد على مجازر العدوان الصهيوني، والبقاء في حالة تأهب تحسبا لأي تطورات، مع التأكيد على المزيد من تفعيل مقاطعة البضائع والمؤسسات الداعمة للكيان المحتل.
وطالبت الجبهة السلطات المغربية بالعمل على إجلاء المغاربة العالقين منذ شهر في غزة، والمسجلين في قوائم الراغبين في السفر لدى الإدارة المغربية برام الله، والتي تتعلل بعدم وجود تعليمات من الخارجية المغربية، في الوقت الذي رحلت فيه أغلب الدول رعاياها عند فتح معبر رفح.
وأعلن مناهضو التطبيع عن جعل يوم 29 نونبر الجاري يوما وطنيا احتجاجيا تخليدا لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مع إقرار برنامج شامل للمبادرات النضالية تحت شعار “وقف حرب الإبادة على قطاع غزة وفتح معبر رفح وإغلاق مكتب الاتصال مع الكيان الصهيوني بالمغرب”.
كما دعت الجبهة الشعب المغربي وقواه الحية إلى المزيد من التضحية ومواصلة كل أشكال الدعم للمقاومة وللشعب الفلسطيني المكافح من أجل حقوقه المشروعة. معتبرة أن معركة “طوفان الأقصى” رغم هول الدمار أعادت للقضية الفلسطينية وهجها ومكانتها، وقد تعمق الفرز واتضحت الاصطفافات وعرف الجميع من هم أصدقاء القضية الفلسطينية ومن هم أعداؤها، وأكدت أن المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة هي الطريق نحو النصر.
وندد الجبهة باستمرار العدوان الغاشم على غزة، حيث ألقت طائرات الاحتلال أزيد من 30 ألف طن من القنابل ناهيك عن قذائف المدفعية والزوارق البحرية، مما أدى إلى ارتقاء حوالي 10 ألف شهيدا من بينهم 41 في المائة من الأطفال و26 في المائة من النساء على الأقل.
وخلصت الجبهة إلى انتقاد كون هذه الجرائم تتم وسط دعم من القوى الاستعمارية الغربية، ووسط التواطؤ العربي الذي لا تزال العديد من أنظمته متمسكة بالتطبيع.