في أول خروج له، ضد استمرار توطين التطبيع بالمغرب مع إسرائيل، وجه الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، انتقادات لاذعة للمغرب، بعد استقبال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، مفسرا ذلك، كونه “استقواء” بإسرائيل ضد دول عربية أخرى.
وجاء في تدوينة للمرزوقي، على صفحته الرسميةفي موقع فيسبوك “لا شيء يمكن أن يبرر استقبال رئيس أركان جيش يحتل الضفة الغربية، ويمزّق أوصالها يوميا بالاستيطان، ويصادر حق الغزاويين في العيش الطبيعي منذ أكثر من عقد، وينتهك حرمة المسجد الأقصى الشريف”.
وأبرز ذات المتحدث “وها هو ضيف دولة عربية كأنها تستقوي بهذا الجيش على دولة عربية أخرى تبقى -مهما كانت المآخذ- الدولة الجارة والدولة الشقيقة. ها قد أصبحت إسرائيل طرفا في صراعاتنا، لا فقط في المشرق وإنما أيضا في المغرب العربي. والكل يعرف في أي اتجاه تتحرك مصالحها. أما لهذا النفق الذي تمر به شعوبنا من نهاية؟”.
وجاءت زيارة كوخافي للمملكة، كما أعلن سابقا، من أجل مناقشة ومتابعة الأوراش العسكرية المشتركة التي أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي مع نظيره المغربي إبان زيارته الأخيرة للمغرب، ومن بينها بلورة استراتيجية واضحة لإعطاء الانطلاقة لإنتاج الدرونات بمختلف أنواعها، ناهيك عن مناقشة إمداد المغرب بأنظمة دفاعية متطورة كانت محل نقاش وزير الدفاع الإسرائيلي في الزيارة الأخيرة، وتشكيل حلف دفاعي موجه ضد إيران ومليشياتها المنتشرة في دول الساحل والصحراء.
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل ترى في المغرب الحليف الاستراتيجي الذي يمكن أن يعول عليه في أحلك الظروف، خاصة بعد بداية تشكل أحلاف عسكرية تقودها الدول العظمى تمهيدا لإمكانية أن تظهر أقطاب أخرى تقود العالم بعد بوادر أفول القطبية الأحادية.