*يكتبها ياسين بو يحيى
الوقت لايرحم والزمن يتسرب كتسرب القابض على الرمل، ما إن يحاول إحكام قبضته حتى يتسرب من بين يديه أكثر فأكثر، ليكتشف في الأخير أن جهده المضني من أجل المحافظة على حفنة من الرمل لا فائدة منه، وليكتشف بعد أنه مر الزمن و أنه كان واهـما ،وأن الرمل تسرب من بين يديه بهـدوء وبدون صوت حتى، تاركا إياه يمسك الفراغ، ليبسط يده من جديد ويكتشف أن الأبناء كبروا والآباء هرموا أوغادروا، وأنه كان يحاول المحافظة فقط على حفنة من رمل..
تلك حال بعض المنتخبين، الذين لهتهم انتداباتهـم وبريق الرئاسة المزيفة والعضوية الفارغة، وانخرطوا بدون هوادة في محاربة طواحين الهـواء، لا الحزب برَّ وقدَّر، ولا المواطن اعترف وشكر، لينعت المنتخب بأبشع النعوت، أبرزها تبدأ بحرف الشين ‘شفار’ “شلاهبي “ وصف مشين أصبح يلازم “المرشح “بلغة العامة، سواء كان في الاغلبية أو المعارضة سواء أكان رئيسا أو مجرد عضو عادي، تنضاف إلى هاته النعوت طلبات المساعدة والمعاونة، التي تتخذ أشكالا متعددة، وتفنن أصحابها في خلق الأعذار فتارة مساعدة الابن المريض أو الزوجة المصابة بمرض عضال.. أو مساعدة في أداء فاتورة عدّاد الكهرباء والماء انقطع صبيبهـما، أو مساعدة في أداء الكراء خشية الإفراغ، أو مساعدة في مصاريف العيد أو الدخول المدرسي اأ الزواج اأ الطلاق أو النفقة….الخ، كلها تدخل في باب الإحسان
لكن لكي يؤجر الإنسان من الله على الإحسان، يجب أن يكون خالصا لوجهه غير ملوث برغبة في الإبقاء على شعبية أوقاعدة انتخابية، وأن يكون طالبه يستحقه فعلا، لا أن يدعي المصائب والنكبات، ويبتز ويحرج المنتخب، حتى أضحت دورات المجالس ومكاتب بعض الرؤساء كأبواب المساجد في يوم صلاة الجمعة،وبالرغم في كثير من الاحيان.. يكون العطاء ،لكن دائما يقابل بالجحود والنكران إلا قلة قليلة تخرج عن هاته القاعدة.
فالرجاء ..الرجاء، استيقظ أيها المنتخب وَعُد إلى جادة الصواب، فعملك تطوُّعي وتعويضاتك إن وجدت رمزية، وانتبه لعملك وأبنائك وكن صادقا مع الله، محبا لوطنك.. مؤكدا بيعتك لملك البلاد، وأَدِّ الأمانة بصدق وإخلاص، ولا تستجب للابتزاز..
وساهـم في إنهـاء هاته المظاهر المشينة، بعدم التعامل معها، فأجر الإحسان عظيم ،وله شروطه وأحكامه، أما المسؤولية الانتخابية فهـي كالقابض على الرمل.
ـ الصورة من الأرشيف ـ
( .. يتبع )