أثارني ما نشره أحد الصحفيين من نقل لأجواء محاكمة كوب 22 ، و أن بن سليمان أصيب بنوبة بكاء …، وبغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، حاولت أن أبحث في أسباب بكاء الرجال عند علماء النفس فوجدت مايلي :
عندما يتعرض الرجل إلى ظلم شديد ولم يتمكن من إظهار الحقيقة، ولم تتح له فرصة الدفاع عن نفسه، يمكن أن يدرف الدموع، إذ إن الشعور بالظلم هو أسوأ شعور على الإطلاق. و أن حالة الأستاذ بن سليمان تدخل في هذا الإطار فشعوره المتراكم بالظلم في هذا الملف، وعدم منحه الفرصة لإبداء أوجه دفاعه كما يخولها له القانون، بدعوى أنه اليوم هو متهم، وليس محام. و أنه يجب أن يترك المرافعة للمحامين، في حين أنه يعلم أن المحامي هو فقط يؤازر المتهم ويساعده في الدفاع عن نفسه. و أن الأصل، هو أن المتهم من يدافع عن نفسه ، و أن المحكمة في إطار قواعد المحاكمة العادلة، يجب أن تمنح الحق للمتهمين لإبداء أوجه دفاعهم، وتترك لهم المجال للإجابة عن أسئلتها بكل حرية، لا أن تقاطع المتهم أثناء إجابته، بالرغم من أن الجواب كانت في صلب الموضوع.
كل ذلك من شأنه خلق شعور بالظلم الشديد، و أن الحقيقة يمكن أن تضيع وسط هذا الجو من المحاكمة، أمام”صحافة حاقدة، و أمام تكالب جمعيات يريد بعض من أعضائها تصفية حسابات سياسية، صرحت إحداها (الجمعية المغربية لحماية حقوق الانسان ) أمام هـيئة المحكمة بعدما نازع الدفاع في صفتها، و أنها لاتتوفر على صفة النفع العام، ولم تكن طرفا مشتكيا، ليجيب دفاعها أنها هي الوحيدة التي تدافع عن الشعب المغربي ، دون أن تحرك المحكمة ساكنا أمام هذا الدفع الغريب، وهذا الادعاء المعتوه.
نؤكد من جديد أن القضاء هو الضامن للحقوق والحارس الأمين على تطبيق القانون .
التوقيع : متتبع ملف كوب 22