أقدمت المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالقنيطرة، أمس الثلاثاء، على إنهاء تكليف خطيب مسجد حذيفة بن اليمان، رشيد بنكيران.
وحسب رسالة مؤرخة بالتاريخ المذكور، فإن إدارة الشؤون الإسلامية بالقنيطرة، اتخذت قرارها المعني، بسبب نشره لتدوينات على صفحته بالفايس، “تطرقت لمواضيع ذات طابع سياسي”، مؤكدة ان ذلك “يتعارض ومضمون ظهير متعلق بتنظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم، التي تنص صراحة على أنه يمنع على القيمين الدينيين، طبلة مدة مزاولتهم لمهامهم، ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي أو اتخاذ أي موقف يكتسي صيغة سياسية أو نقابية ..”.
وتساءل مدونون، عن أسباب توقيف الخطيب بنكيران، منتقدين طريقة إنهاء التكليف، ومحتجين على ضرب الخصوصية الشخصية للخطيب إياه، الذي يعرف بانضباطه وسلوكه الراقي، وانفتاحه على الآراء.
وكان الخطيب رشيد بنكيرا، قد نشر مؤخرا، على صفحته الخاصة، رأيه بخصوص تماهي متطفلين في إعادة تساؤلات فلسفية باطنية، ترنو إلى التدخل في ذات الله وقدرته.
نعرض هنا آخر تدوينة لبنكيران لمزيد من إيضاح الرؤية :
من كان يحب الخير للإسلام وللمسلمين فلا يشتغل بما ليس تحته عمل كما هي وصية إمام دار الهجرة النبوية الإمام مالك رحمه الله تعالى.
وكذلك لا يُشغل إخوانه بمعارك كلامية لا نفع فيها، أو ضررها أكبر بكثير من نفعها.
فهل من الحكمة التي يرجى خيرها عند الله أن ننشر أسئلة استفزازية أو تدوينات استعلائية في هذا الفضاء العام تحمل إشارات لمسائل عقدية قديمة لا علاقة لها بواقع الناس اليوم، ولو مات المسلم وهو لا يعرفها ما نقص من إيمانه شيء..
ماذا ينتفع عامة الناس بإقحامهم في معارك جدلية عقيمة تتعلق بمباحث صفات الله سبحانه وتعالى.
ماذا ينتفع عامة الناس بإقحامهم في الحديث عن الكلام النفسي وغير النفسي ونسبته إلى الله!!؟
ألا يكفينا اليوم أن نقول ما جاء في القرآن الكريم (وكلم الله موسى تكليما)، فنؤمن به كما جاء في القرآن ونسكت، ونطوي الجدل العقيم طيا ونشتغل بالمشكل الحقيقي الذي لدينا: كيف نجعل الناس يقبلون على كلام الله ؟
هذا هو المشكل الحقيقي !!؟
ماذا ينتفع عامة الناس بإقحامهم في معركة وقوع المجاز في القرآن الكريم من عدمه، ومعركة اليوم هي في بقاء القرآن الكريم برمته طريا في حياتنا وتشريعاتنا!؟
والأمثلة كثيرة من هذا النوع، واللبيب تكفيه الإشارة..
وليعلم كل منا أنه مهما كتبنا في هذه المسائل ونصرنا قولا على آخر وزعمنا أننا ننشد التحقيق والإنصاف فيها فلن يرتفع الخلاف، فالاخلاف كان وسيبقى، والسبب الذي يغذي بقاءه أمران، الأول منهما: نوعية النصوص الشرعية التي يستند إليها؛ فهي ظنية الدلالة، وما كان ظنيا فهو عريق في إمكان الاختلاف وبقائه. والثاني: قوة حجج المختلفين.
قد نتفهم من يتعرض إلى هذه المسائل وهو يُدرس طلبة العلم، فلا يمكن لأحد أن يحجر عليه، ولكن من الحكمة بمكان أن يلقن طلبته تلك المسائل بأسلوب لا يؤدي إلى الاصطدام أو الخصام مع المخالف؛ لا نريد معارك بين أتباع الإمام أحمد وبين أتباع الأشعري وأتباع الماتريدي..
المعركة الحقيقية التي يجب أن نستعد لها ونتحد فيما بيننا فيها هي مع من يسعى إلى تقزيم الإسلام وشريعته واستئصاله من حياة المسلمين عقيدة وسلوكا.
هذه هي معركتنا الحقيقية.