‏آخر المستجداتلحظة تفكير

أحمد الشهاوي: مَاذَا فِي الصُّندُوقِ المَخْفِيِّ …؟

ماذا في الصُّندُوقِ المَخفِيِّ تحْتَ سَريرِ حَبيبةِ قلبِي:

وَرْدٌ نَضِرٌ أم زَهْرٌ نَاشِفْ؟

أورَاقُ وفاةٍ أم أوراقٌ للقلْبِ المَولُودْ؟

وَجْهٌ لزمَانٍ فائِتْ

أم صُورةُ تمثَالٍ للأحْلامْ؟

نُسَخٌ مُتعَدِّدةٌ للغَدْرِ أمْ شَبحٌ قامَ منَ الظِّلِّ

ليخنُقَ خوفًا عَاشَ طَويلًا جنْبَ الباب؟

نُورٌ يترَدَّدُ في البَوْحِ أم عينٌ حُبْلَى بالنسيانْ؟

نهْرٌ مجْرُورٌ بِحُرُوفِ اليَأسِ

أم طيْرٌ محْرُوقُ الأجنِحةِ يُحاولُ أنْ يسْرِي في الرِّيحِ؟

مِقْلاةُ وفَاءٍ طبَخَتْهَا سيِّدةٌ في البيْتِ

أم أوعِيةٌ صَدِئتْ من تَكْرَارِ الطَّبْخ؟

مِلحٌ منْ بحْرٍ مَاتَ منَ الصَّمتِ

أم مَاءٌ دِيسَ بفِعْلِ التلوِيثِ وحشْرَجَةِ السَّكْتِ؟

حَجَرٌ مهزُومٌ أم ماسٌ مترُوكٌ كرِهَتْهُ أصابعُها؟

حُزْنٌ مرمِيٌّ يغمُرُ أرْضَ البيْتِ

ويفسِدُ جُدْرَانَ الصُّنْدُوقِ

ويثقُبُ برْدَ الليلِ

كيْ لا يتسَلَّلَ موْتٌ ثانيةً

ويَحُطُّ الحُبَّ جِوارَ الأرْضِ

برقٌ كانَ يكِيدُ وصَارَ الآنَ يُؤازِرُ تحْتَ الشَّمسِ.

فِي الصُّنْدُوقِ حَياةٌ  تتفلَّتُ من مَاضٍ

              وعَمَاءٌ يكْنِزُ نُورًا

             . وحبيبًا لا يَشْبعُ من عِشْقٍ

في الصُّنْدُوقِ يدَانِ بلا أقلامٍ

وموَاتٌ غارقْ

وغِنَاءٌ من دمْعٍ

وحُرُوفٌ لا تعرفُ كيف تَجُرُّ

ولونٌ أحْمَرُ لقميصٍ لم يُستعْمَل

وفرَاشٌ باضَ على قِمصَانِ النَّومِ

وخُيُوطٌ كدِمَاءٍ في إبرٍ منْ ماءْ

وضَبَابٌ يزحَفُ في بُطءٍ

ومرَايا تتماهَى أو تتباهَى

تتذكَّرُ أوجُهَهَا فِي الفَجْرْ.

فِي الصُّندُوقِ قلبٌ معْرُوقٌ

             وهُرُوبٌ منْ لا شَيء

             خِرَافٌ تجمعُ ثرَواتٍ

لكنَّ المِفتَاحَ مَرِيضٌ لا يَشْفَى منْ صَدَأٍ

يحْتَاجُ عَصَاةً سحريةْ

ليُحقِّقَ مُعجزَةَ الفَتْحِ

لكنَّ حبيبةَ قلبِي لا تعبُدُ عِجْلًا ذهبيًّا

وتقُولُ بأنَّ الصُّندُوقَ كنعْشٍ ضَرَبتْهُ اللغةُ على رأسِهْ

لكنَّ الفِعْلَ الأقدَسَ في القامُوسِ

ما دَلَّ على الفَتْحِ

والفَتْحُ يجِيءُ على يدِ من أسمَاهُ أبُوه الأحمدْ.

المنصورة

23من يونيو 2024 ميلادية

……………………..

*من ديوانٍ جديدٍ للشَّاعر يصدرُ قريبًا باسم “أتحدَّثُ باسمِكِ ككَمَان”

‏مقالات ذات صلة

Back to top button