في كل مرة تجد حكومة أخنوش نفسها أمام مطالب اجتماعية ترد على لسان أحد وزرائها أنهم ورثوا كل مصائب الدنيا عن الفترة التي حكم فيها حزب العدالة والتنمية . وأقول لحزب الأكثر تمثيلا في البرلمان – حزب الأحرار- وطبعا الأحزاب المكونة للأغلبية الحكومية . – حينما كنتم تقدمون لبرامجكم الانتخابية وتقولون أن المغاربة ” يستاهلوا أحسن” وواعدتموهم بحلول ناجعة سيلمسون من خلالها التغيير بسرعة ، هل بنيتم تلك الوعود على دراسات واقعية للحالة الاجتماعية والاقتصادية التي كان يعرفها المغرب إبان حكومتي بنكيران والعثماني ، أم أنكم فقط كنتم تستحمرون المغاربة وتكذبون عليهم ؟
– ثانيا، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة فإن حزب الاستقلال كان في حكومة بنكيران الأولى وخرج منها بالطريقة التي يعرفها كل المغاربة ولم يشارك في الحكومة الثانية ولا حكومة العثماني في حين تواجد حزب الأحرار في كل حكومات العدالة والتنمية بل تحكم في أهم وزاراتها. وقد لا نبالغ إذا قلنا أنه كان الحزب الأول في الحكومة ، في حين لعب حزب العدالة والتنمية دور الكومبارس . أي إن حزب الأحرار كان له الدور البارز في توجيه السياسات الحكومية والوزارية وبالتالي فهو المسؤول الأكبر أو على الأقل بنفس القدر كحزب العدالة والتنمية في ما آلت إليه الأوضاع واتخذ من قرارات .
– ثالثا ، هل كان وضع المغرب الاقتصادي والاجتماعي أحسن في عهد رئيس الحكومة عباس الفاسي أم أنها تركت المغرب على أبواب افلاس اقتصادي وخطر سكتة قلبية اقتصادية و بخزينة الدولة فارغة؟. وقد سعت حكومة بنكيران إلى انقاذ المغرب من السكتة القلبية لكنها سلكت الطريق الخاطئ. فعوض متابعة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة واقرار عدالة ضريبية وتشجيع التضامن ودعم رأسمالية الدولة ، نهجت سياسات زادت من معانات الفقراء وأضعفت الطبقة الوسطى .
– رابعا ، حزب الأحرار كان في كل الحكومات التي عرفها المغرب منذ تأسيس هذا الحزب ، كما أن حزب الاستقلال كان موجودا في جل الحكومات التي عرفها المغرب منذ الثمانينات وبالتالي فإنهما مسؤولان مباشران عن ما نحن فيه اليوم . إذ واكبا كل السياسات اللاشعبية التي فرضها الرضوخ لتعليمات البنك الدولي والأبناك الدائنة والتي استهدفت ضرب رأس مال الدولة عبر سياسات تحويل الديون إلى استثمارات والخصخصة وفرضت تراجع الدولة عن أدوارها الاجتماعية.
– خامسا، أقول لأخنوش ، كنت مسؤولا عن قطاع حيوي (الفلاحة) والحصيلة تتحدث عن إنجازاتك ويكفي أن أقول أن المغاربة سيواجهون أوقاتا صعبة في مستقبل الأيام في ظل الأوضاع العالمية ، فلن تجدي الزراعات التسويقية من آفوكا وكيوي ومانغا نفعا لشعب يعيش على القمح والشعير والقطاني . فعلى الأقل كن شجاع واعترف أن المسار التنموي الذي سلكته وزارة الفلاحة عندما كنت وزيرا كان مسارا خاطئا ألحق أضرار بأمن المغاربة الغذائي والأمني .
في الختام أقول لرئيس الحكومة ، رجاءا لا تستحمر المغاربة فهم يعرفون من استفاذ وكدس الأموال في زمن عانى الكثير منهم الفقر والعوز وضيق اليد ، أقول له أن مأزق المغرب الاقتصادي وبالتبعية الاجتماعي قديم ويعود إلى سياسات سلكها المغرب منذ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تعقد عبر عقود حتى كاد أن يصيب الاقتصاد المغربي بالسكتة القلبية . وأقول لأخنوش أن هذا الوضع الصعب والمعقد وسيزداد صعوبة خصوصا عندما يتولى علاجه عديمي الكفاءة والرديئين والجشعين والفاسدين . أقول له كنا نأمل في أن يكون النموذج التنموي الجديد يحمل بعض الحلول الناجعة لمعضلات الشعب المغربي ولكن يبدو أن “من الخيمة مشا مايل ” كما يقول المغاربة.