أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اجتمع أمس الخميس بالرئيس التركي رجب الطيب أردوغان في مدينة جدة، حيث تباحثا معا تطوير العلاقات بين البلدين إثر خلاف مرير في أعقاب جريمة اغتيال الصحافي السعودي.
ونشرت”واس” صورا للزعيمين وهما يتعانقان، في ما بدا مقدمة لطي صفحة التوتر بين القوتين الإقليميتين بعد اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018 بقنصلية بلاده في إسطنبول على أيدي عناصر سعوديين.
وجرى خلال الاجتماع بين إردوغان ووولي عهد السعودية محمد بنسلمان “استعراض العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها”، حسبما أفادت “واس”.
وفي ذات السياق التقى أردوغان، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في مستهل زيارته الأولى للمملكة الثرية منذ نحو خمسة أعوام.
وتعود زيارة أردوغان الأخيرة إلى المملكة إلى عام 2017 عندما حاول التوسط في الصراع الدبلوماسي بين عدة دول خليجية وقطر، حليفة أنقرة. وتصالحت دول الخليج العام الماضي، بينما شهدت المنطقة تقاربات دبلوماسية في الأشهر الأخيرة مع ضعف الاقتصادات في فترة ما بعد تفشي وباء كوفيد-19 بشكل خاص.
وفي فبراير الماضي، قام الرئيس التركي بأول زيارة رسمية له إلى الإمارات منذ نحو عقد، بعد أشهر قليلة من زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة، حيث أظهر البلدان رغبتهما في تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وتأتي زيارة أردوغان للسعودية في وقت تواجه تركيا أزمة مالية حادة دفعتها إلى طي صفحة الخلاقات مع خصومها، مثل مصر وإسرائيل، وخصوصا دول الخليج الغنية بالنفط، إذ يشهد الاقتصاد التركي انهيار عملته وارتفاع معدل التضخم الذي تجاوز 60 بالمئة خلال السنة الماضية.
وتأمل تركيا في جذب استثمارات خليجية جديدة وإبرام اتفاقات مالية لدعم عملتها. وقد تم خلال زيارة الشيخ محمد تأسيس صندوق استثماري بقيمة عشرة مليارات دولار.