(تقرير/مالكة العلوي)
أثارت نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة البكالوريا دورة يونيو 2022 ، ردود فعل متباينة، خصوصا وأن أغلب أكاديميات الجهات بالمملكة، قد سجلت ارتفاعا ملموسا في نسبة النجاحات في جميع المسالك والشعب، وصلت أحيانا إلى 68 بالمائة، بين من يعتبر نسب النجاح قد تجاوزت المدى العقلاني، وتم النفخ فيها، ومن يثير أسئلة المعايير وقيم التصحيح المعتمدة.
بينما يرى خبراء آخرون أن العملية، تحتاج برمتها إلى منطقة نظر وتأمل، كالباحث والكاتب محمد اقديم، الذي تساءل عن أسباب هذا التضخم الكبير في معدلات نتائج الامتحانات، الذي يلاحظ مؤخرا، خاصة عند الإعلان عن نتائج البكالوريا ؟
وقال أقديم إن بعض النقط تجاوزت سقف 19\20 ، حتى في المواد الأدبية والعلوم الإنسانية، حيث من الصعب تحديد مدى تدخل الذات في الموضوع، وهذا ما كان غير معهود ولا معتاد الى وقت قريب(التسعينيات الماضية)، حيث لا تتجاوز أكبر المعدلات سقف 16\20 …
وفسر الباحث اقديم هذا الأمر بكونه “مرتبطا بالتحول الذي حدث في أنماط التقويم من نمط كيفي إلى نمط كمي.، فنمط التقويم المعتمد حاليا في مختلف الامتحانات ومباريات الولوج إلى المؤسسات الجامعية والمعاهد والمدارس العليا هو نمط كمي( quantitatif) موضوعي متأثر كثيرا بمخرجات علم الإحصاء الوصفي(Statistique descriptive)، حيث يتم تحويل رياضيا المتغيرات الكيفية إلى متغيرات كمية، فيتم وضع مقاييس (barèmes) دقيقة للأجوبة عن الأسئلة، مقاييس لا تترك للمصحح أي فرصة ليقحم ذاتيته في تقييم الأجوبة( النموذج الكندي)”.
وأوضح ذات المتحدث أن طرق وضع أسئلة الامتحانات، وأساليب صياغة الروائز، على شكل أسئلة مغلقة لا تحتمل سوى أجوبة دقيقة، أساليب قريبة الى حدّ ما من طرق إعداد أسئلة الاستمارات الإحصائية، التي تسعى إلى استطلاع الرأي العام، وفي أحسن الأحوال إلى سلاليم مقاييس الذكاء، وامتحانات تختبر التلميذ(ة) في المضامين والمحتويات (المعارف)، وليس في الكفايات والقدرات والأداءات والمهارات، رغم ما تتبجح به المناهج والمقررات من كونها تقوم على التدريس بالكفايات والأداءات.
واستطرد أقديم قائلا :”في حين كان في التقويم سابقا(إلى غاية التسعينيات الماضية) نمطا كيفيا( qualitatif) ذاتيا مرتبطا بالسلطة التقديرية للمصحح بالدرجة الأولى، المتأثرة بدورها بالرصيد المعرفي للمصحح، لكي لا نقول توجهه الأيديولوجي”.
وأردف اقديم “إذا كان هذا النمط الكمي عاديا و مناسبا لتقويم المواد العلمية( العلوم الحقة)، وكان في السابق يقتصر عليها فقط، فكان مفهوما ومنطقيا أن تترواح النقط في امتحانات هذه المواد ما بين النقطة 0 والنقطة 20، فإنه قد صار حاليا يطبق كذلك على المواد الأدبية والعلوم الإنسانية، التي كانت النقط سابقا تتراوح فيها، وفق النمط الكيفي للتقويم ما بين النقطة 5 و النقطة 16، فصارت بدورها تتراوح ما بين النقطة 0 والنقطة 20”.
من جهة أخرى، أعاد باحثون طرح سؤال مقاربة النوع، على مستوى النتائج، حيث سجلت جميع جهات المملكة، ارتقاء الفتيات سلم تصدر النتائج الأولى، والتي جاءت على الشكل التالي:
✅أعلى معدل الباكالوريا في جهة بني ملال خنيفرة للتلميذة شباكي هبة ب 19،03
✅ أعلى معدل الباكالوريا في جهة سوس ماسة للتلميذة دعاء الأمين ب 19،14
✅ أعلى معدل الباكالوريا في جهة الشرق للتلميذة منار الهراوي ب 19،21
✅ أعلى معدل الباكالوريا في جهة الرباط سلا للتلميذة هدى نعناع بمعدل 19،41
✅ التلميذة احسان كوجان الاولى بجهة كلميم واد نون بمعدل 18.75
✅ أعلى معدل الباكالوريا في جهة درعة تافيلالت للتلميذة هند ابا بمعدل 18،86
✅ أعلى معدل الباكالوريا في جهة الداخلة للتلميذة هجر ميموني بمعدل 18،61
وهي المرة الرابعة تواليا، التي تغيب فيها فئة الذكور عن صدارة نتائج الباكالوريا.
يبقى السؤال مطروحا، عن أسباب ذلك وخلفياته ودواعي تحليله، علميا وموضوعاتيا؟.