بعد خمسة أيام من سقوط الطفل ريان في بئر إحدى قرى الشاون، استطاع فريق الإنقاذ الوصول إليه، بعد مجهودات حثيثة، استعملت فيها كل آليات الحفر والتأطير اللوجيستيكي والصحي.
ورغم تضارب وقلة المعلومات حول مآل الجهود المبدولة إلى آخر لحظة من الإعلان عن قرب إخراج الطفل، فإن الآمال كانت عريضة، والأعناق مشرئبة لسماع أخبار مطمئنة حول صحته ونفسيته وحياته كلها.
وفور التقاط أولى الصور من باب النفق الذي اصطفت كل القوى الأمنية وفريق الإنقاذ، ونقل جثمان ريان عبر حمالة سيارة الإسعاف في اتجاه الهيلوكوبتر الطبي، لم يكن أحد ينتظر الإعلان الرسمي عن وفاته.
الأمر الذي طرح أكثر من سؤال حول واقع مأساة الانتظار الزمني الذي فاق كل تصور؟
هل كان الفريق المتابع لعملية الحفر على علم بوفاة ريان؟
هل كان الإعلان عن الوفاة جاهزا؟
هل كان إحضار والدي الطفل على مقربة من باب النفق، إشارة إلى الحياة أم الموت؟
يبدو أن بلاغ الديوان الملكي، وتعزية الملك محمد السادس، تجيب فقط على النتيجة الأخيرة لكل تلك الجهود المبدولة، من أجل إنقاذ الطفل، الذي وحد قلوب المغاربة وكل الشعوب العربية، واستطاع تقديم صورة حقيقية حول التضامن الإنساني والرحمة بين البشر.