(كش بريس/خاص) ـ لحظة تاريخية فارقة في سيرورة جامعة ابن زهر بمدينة الانبعاث آكدير، فقد استقبلت الأربعاء المنصرم، ولأول مرة في ردهات كلية الطب والصيدلة التابعة لها، مجريات المناقشة الأكاديمية لنيل درجة الدكتوراه بها في الطب باللغة العربية، تقدمت بها الطالبة الباحثة سهام العوادي ابنة مدينة تارودانت (من مواليد 1998).
موضوع الأطروحة تناول : ” ابن زهر الطبيب في الأندلس – كتاب التيسير”، وهو كتاب كما جرى على لسان ابن المقري في كتابه “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب”: “وأما الطب فالمشهور بأيدي الناس الآن في المغرب، وقد سار أيضا في المشرق لنبله، كتاب “التيسير” لعبد الملك بن أبي العلاء ابن زهر”. ويعتبر هذا المتن بمثابة كتاب تعليمي-وهو ما يؤكده العنوان نفسه- يشهد بما لمؤلفه من خبرة عميقة ودراية واسعة بالمجال الطبي.
والكتاب توجد منه نسختان اثنتان، واحدة بالخزانة الحسنية بالرباط، والأُخر موزعات على بعض مكتبات العالم كمكتبة أكسفورد والمتحف البريطاني بانجلترا أو المكتبة الوطنية بباريس... أما نحن فقد اعتمدنا هنا على النص المحقق الذي أنجزه محمد بن عبد الله الروداني، ونشر ضمن مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سنة 1991م. كما تجدر الإشارة إلى أن “التيسير” سبق وأن حقق من قِبل د. منشيل خوري، وطبعته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مع ملحق للمصطلحات الطبية والدوائية الواردة فيه، وصدر عن دار الفكر بدمشق سنة 1983م .
هذا وأشرفت على الأطروحة لجنة علمية مكونة من :
– الدكتور عبد المجيد الشرايبي، أستاذ التعليم العالي في علم الغدد والأمراض الاستقلابية رئيسا.
– الدكتور خالد موحادي أستاذ التعليم العالي مبرز في الطب النفسي مشرفا أول.
– الدكتور فؤاد العبودي أستاذ التعليم العالي مبرز في الطب النفسي مشرفا ثانيا.
– الدكتور اسماعيل رموز أستاذ التعليم العالي في الطب النفسي حكما.
– الدكتورة نوال عدالي أستاذة التعليم العالي في الطب النفسي حكما. والدكتور كمال رفيقي أستاذ التعليم العالي مبرز في جراحة العظام والمفاصل حكما.
والبحث عبارة عن دراسة تحليلية للإرث الطبي الذي خلفه عبد الملك بن أبي العلاء ابن زهر، ثالث أطباء أسرة أندلسية عريقة قدمت الكثير في سبيل النهوض بعلم الطب وتطوره، في الأندلس لينتقل إلى باقي بقاع العالم عن طريق الترجمة. والذي شكل حلقة أساسية في تاريخ الطب الأندلسي، وإحلاله المكانة التي يستحقها ضمن المسار الحضاري الإنساني خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين.