
(كش بريس/وكالات) ـ يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة منذ الثلاثاء أياما دامية؛ تحت وطأة تصعيد إسرائيل الإبادة الجماعية التي ترتكبها بدعم أمريكي مطلق، وسط حصار مشدد وإغلاق كامل للمعابر مما يهدد بمجاعة وشيكة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
يأتي ذلك التصعيد بعدما تنصلت تل أبيب من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لتعود مشاهد الدمار والمجازر إلى القطاع، متزامنة مع شهر رمضان، وفي ظل انهيار شبه كامل للقطاعين الطبي والإغاثي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوب 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
ليلة سوداء
في غزة لا تغيب مشاهد الدماء والدمار، وباتت الجثامين تملأ المستشفيات بعد ليلة قصف دامية عنيفة، وصفها فلسطينيون بـ”الليلة السوداء”.
وقال فلسطينيون إن الطائرات الحربية الإسرائيلية لا تغادر سماء غزة، وصوت القصف مستمر، مستهدفا المنازل وخيام النازحين.
وأضافوا أن “مشاهد الشهداء العالقين تحت الأنقاض مؤلمة، في ظل العجز الكامل لفرق الدفاع المدني عن انتشالهم؛ بسبب نقص المعدات والمستلزمات الضرورية؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع”.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
والخميس، قال متحدث وزارة الصحة في غزة خليل الدقران: “وصل مستشفيات القطاع 710 شهداء وأكثر من 900 جريح منذ الثلاثاء؛ جراء الإبادة الإسرائيلية على غزة”.
وأوضح الدقران أن 70 بالمئة من المصابين هم من الأطفال والنساء، وأن معظمهم تعرضوا لإصابات خطيرة جراء القصف الإسرائيلي.
وذكر أن العديد من الجرحى توفوا بسبب تعذر تقديم الرعاية الطبية العاجلة؛ نتيجة النقص الحاد في المعدات والأدوية الأساسية، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ضحايا تحت الأنقاض
فيما قال متحدث جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، الخميس: “شنت الطائرات الإسرائيلية غارات متفرقة على منازل وخيام وأماكن أخرى في القطاع، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى”.
وأضاف بصل: “انتشلنا العديد من الشهداء، وما زال عدد غير معروف من الضحايا عالقين تحت الأنقاض، لكن نقص المعدات الثقيلة يعيق عمليات الإنقاذ”.
بصل حذر من أن “استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود يهددان بوقف عمل فرق الإنقاذ والخدمات الأساسية”، وأن “تواصل الحصار قد يؤدي إلى شلل تام في عمليات الإغاثة والإسعاف، مما يعمّق الكارثة الإنسانية”.
مجاعة في الأفق
إلى جانب القصف المتواصل، يواجه الفلسطينيون في غزة خطر المجاعة الناجمة عن الحصار؛ عقب نفاد المواد الأساسية من الأسواق، وأصبح الوضع الإنساني أكثر سوءا جراء ممارسة إسرائيل جريمة التجويع.
وقال بصل: “نحن على أعتاب مجاعة تهدد سكان قطاع غزة، مع استمرار إغلاق المعابر، وحرمان السكان من الإمدادات الغذائية والطبية”.
وحذر من أن “الوضع يزداد خطورة مع كل يوم يمر دون استجابة دولية عاجلة لوقف هذه الكارثة الإنسانية”.
والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول القطاع “أولى مراحل المجاعة”؛ جراء الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس/ آذار الجاري.
وقال برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى غزة منذ 2 مارس الجاري؛ نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر.
وبنهاية 1 مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو- المطلوب للعدالة الدولية- إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت “حماس” ببدء المرحلة الثانية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.