(كش بريس/خاص) ـ نشرت صحيفة “إلموندو الإسبانية” يوم أمس تقريرا شاملا حول تداعيات الجفاف بإسبانيا والخسائر الناتجة جراء ذلك. وقالت الصحيفة الأكثر انتشارا بالبلد الإيبيري، إن إسبانيا تشهد موجة من الجفاف الشديد، حيث وصلت خسائر الإنتاج الزراعى الناتجة عن موجات الجفاف خلال الـ30 عاما الماضية، تقدر بأكثر من مليار يورو سنويا.
وحسب المصدر ذاته، فإن المحاصيل البعلية عرفت انخفاضًا في الغلة وتم منح تعويضات قياسية. وتشير التقديرات إلى أن التعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمحاصيل البعلية، بما في ذلك الحبوب الشتوية والبقوليات وبذور اللفت، ستتجاوز ثلاثمائة مليون يورو، وعلى الرغم من أن هذه التعويضات لا تغطي سوى حوالي 5٪ من الإنتاج النهائي ، فمن المتوقع أن تصل في عام 2023 إلى رقم قياسي بأكثر من 900 مليون يورو.
وعلى الرغم من أن الأرض الجافة تشكل 70٪ من المساحة المزروعة، إلا أن قيمتها لا تصل إلى 30٪ من الإنتاج النهائي، والري هو الاستجابة التكنولوجية التي اعتمدها المزارعون تاريخياً من أجل تقليل التعرض للجفاف وتحسين الغلات.
وتؤكد إلموندو أن الجفاف يتداعى في تهديد إسبانيا، خاصة وأنه يؤدى إلى ارتفاع مستمر للمواد الغذائية فى الأشهر المقبلة، حيث ارتفعت أسعار الغذاء فى يونيو 10.3%، وذلك بالرغم من توقف معدل التضخم السنوى عند 1.9%، حسبما قالت صحيفة “الموندو” الإسبانية. مبرزة في السياق ذاته أن الارتفاع المستمر في أسعار الغذاء أدى إلى ضغط كبير على جيوب المستهلكين، وذلك بسبب الجفاف الذى يؤثر بشكل مباشر على الإنتاج والمحاصيل، حيث أدت نقص المياه إلى نقص في كمية المحاصيل ، وخاصة الثوم والزيتون والأفوكادو، وغيرها من المحاصيل الأخرى.
وأكدالخبير الاقتصادى، خوسيه كارلوس دييز، على أن استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كان متوقعا مع استمرار الجفاف أسبوعا بعد أسبوع، مشيرا إلى أن الجميع في انتظار الأمطار الكافية ليزداد إنتاج الغذاء وتعود أسواق العرض والإمداد إلى طبيعتها، وستستمر الأسعار في الارتفاع”.
ولفت ميجيل كاردوسو، كبير الاقتصاديين في البنك المركزى الإسبانى، إلى أنه من المتوقع ان يزيد أسعار الطعام مرة آخرى بمعدل 5% أو اقل بنهاية العام ، حيث ان معدل التضخم لجميع الأطعمة والمشروبات الغير كحولية يسجل حوالى 7% في نهاية العام مع توقعات بالانخفاض العام المقبل حال ارتفاع نسبة الامطار، بالإضافة الى الإجراءات الاستثنائية التي أقرتها الحكومة لمساعدة المستهلكين .
وأضاف إن نسبة المواد الغذائية التي يزيد معدل التضخم على أساسها شهريًا عن 0.8٪ (ما يعادل 10٪ سنويًا) بلغت 21٪ من الإجمالي ، أي أقل 3.2 نقطة مما كانت عليه في مايو ، وهو ما يعني أدنى نسبة منذ سبتمبر.