(كش بريس/خاص) ـ أطلق شخصيات أكاديمية وسياسية ودينية من جميع أنحاء المعمور، إعلانا عالميا موقعا، يثير مأساة سكان غزة، والفظائع المنتهكة في حقهم، والتي تمثل حسب ندائهم، تحدياً أخلاقياً للعالم أجمع، رافضين غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية الجارية ضدّ الشعب الفلسطيني.
وأوضح الإعلان الموقع اليوم الإثنين، والصادر بثمان لغات دولية، من قبل شخصيات كبيرة، نذكر من بينها، الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، ورئيس الوزراء التونسي الأسبق حمادي الجبالي، ورئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، ووزير الخارجية الماليزي السابق تانسيري سيد حامد البار، والحقوقية العربية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ودان كوفاليك أستاذ القانون الدولي في جامعة بيتسبرغ الأمريكية، والمحامي الشرفي البلجيكي جورج أونري بيوتي، ومحققة جرائم الحرب من نيوزيلندا جوليه ويببولمان، وعضو مجلس الشيوخ الكولومبي فؤاد راباغ، وعضوا البرلمان الإيطالي السابقان ستيفانو أبوزو وتاتيانا باسيليو، ومرشح الرئاسة المصري الأسبق أيمن نور.
بالإضافة إلى المفتي العام للجمهورية العربية السورية أسامة الرفاعي، وداتو ويرا سيخ عبد الغني شمس الدين، رئيس أمانة جمعية العلماء لآسيا– ماليزيا، ومحمد عزمي عبد الحميد، رئيس المجلس الاستشاري الإسلامي الماليزي، والمطران عطا الله حنا من فلسطين، وياسين أقطاي، أستاذ بالأكاديمية التركية للعلوم– تركيا، وعبد الكريم بكار، الأمين العام لمنظمة متحدون ضد التعصب الطائفي– سوريا، عبد الرزاق قسوم، أستاذ في جامعة الجزائر– الجزائر، وظفرالإسلام خان، الرئيس السابق لمفوضية دلهي للأقليات في نيودلهي– الهند، وعبد الرزاق مقري، الأمين العام منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة– الجزائر، والأب ميغيل توماسكاسترو، راعي كنيسة باوتيستا إيمانويل بالسلفادور، وداتوسيري شيخ أحمد أوانغ، رئيس تحالف المساجد العالمي للدفاع عن الأقصى– ماليزيا. أنهم، يواكيون “بأسى وغضب، فظائع رهيبة تستهدف أكثر من مليوني إنسان من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء. إن هذا يمثل تحدِّيا أخلاقياً للعالم أجمع يستدعي يقظة إنسانية عاجلة ومراجعة مبدئية صارمة”.
وعبر الموقعون على البيان، عن رفضهم “غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية الجارية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي تتخذ طابع الإبادة والتطهير العرقي، ونستنكر بأقصى العبارات ما يحظى بذلك من دعم عسكري وسياسي ودعائي متواصل من جانب قوى دولية”، مؤكدين على “أن هذه التطّورات “كشفت أن عالمنا يعاني اختلالات جسيمة، وأزمة أخلاقية متفاقمة، ومعضلة قيمية مستعصية، وممارسات دعائية مضللة”.
وحذرت الشخصيات الموقعة العالم، من أن “العواقب التي يجرها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على السلم العالمي ومصالح الشعوب”، مشددين على أن “دعم الاحتلال العسكري وسياسات القهروالاضطهاد وحملات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب بسرديات تتذرع بالأخلاق والمبادئ والإنسانية؛ هو تغليف مضلل يتخذ من الشعار الأخلاقي والمبدئي والإنساني أداة قتل وقهر واضطهاد“. رافضين في السياق ذاته، “استدعاء القيَم والمبادئ والمواثيق، أو تعطيلها بصفة انتقائية سافرة حسب أولويّات السياسة واتجاهات المصالح. إن تناقض مواقف القوى الدولية حسب مصالحها واستقطاباتها ينزع المصداقية عن مواقفها عموماً”.
وأشار الإعلان إلى أن “العدوان الرهيب الجاري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوباً وجماهير حول العالم ما تبقى لديها من ثقة بأخلاقيّات النظام الدولي، وبعمل العدالة الجنائية الدولية، وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع”، مبرزا أنه “من بواعث الفزع أن تحتفي منصات دولية وسياسية وإعلامية بخطابات مكرسة لتبريرالعدوان وتمجيد مقترفه ولوْم ضحاياه وتحميلهم المسؤولية عن مصيرهم المرعب قتلاً وسحقاً وتعطيشاً وتجويعاً وتشريداً”.
واضاف الموقعون أيضا، أن “ما يجري في فلسطين يعيد إلى الأذهان فصولاً مرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري. إن هذا يؤكد أهمية محاكمة الاستعمار أخلاقياً ومبدئياً، واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل”.
واستهجن الإعلان “وضع بعض البشر فوق بعض في المرتبة والحقوق والاهتمام، والمساس بكرامة أي من الشعوب والجماعات البشرية بصفة صريحة أو إيحائية”، وأكّد أن”الفظائع الجارية في غزة مثالٌ معبّر عن عالم يعاني من اختلالات جسيمة على حساب جنوب الكوكب وشعوبه ومجتمعاته، وهذا يتطلب نهجاً تصحيحياً عاجلاً بلا هوادة”.
وقالت الشخصيات الموقعة على الإعلان العالمي: “نحذر من نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيَم والمبادئ وتشغيلها انتقائياً حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيز والغطرسة والتجاهل والتبرير”، وأضافوا أن “عالماً يقرر تشغيل قيمه ومبادئه ومواثيقه بصفة انتقائية، ولا تتكافأ فيه أرواح البشر، أو تتساوى فيه حقوقهم وحريّاتهم وكرامتهم؛ هو عالم جائر يزرع الغضب في صفوف أجيالٍ تلحظ الفجوة بين شعارات نبيلة وممارسات مروعة”.
وحذر الإعلان العالمي من أن “الرضوخ لخطابات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي سمعت من منصات دولية وثقافية وإعلامية يمثل تهديداً للإنسانية جمعاء وليس للشعب الفلسطيني وحده”، كما حذر من “إسباغ أوصاف “الحضارة” و”التحضر” و”الإنسانية” و”الخير” و”النور” على سياسات الإبادة وجرائم الحرب، ومن تبرير الفظائع عبر نزع الإنسانية عن الشعوب المضطّهَدة وتسميم أجواء التعايش الإنساني والتفاعل الثقافي في عالم متنوع”.
ونبّهت الشخصيات إلى أن “عالمنا يفتقد سلطة مساءلة أخلاقية تقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع وسياسات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاضطهاد”. وتابعوا بالقول، أنه “صار ملحاً خوْض نقاش فلسفي وفكري وثقافي عالمي للتحقُّق من مدى جاهزية عالمنا المبدئية والأخلاقية للامتثال للمواثيق الإنسانية والدولية والتصدي لحملات الإبادة والتطهير العرقي وسلب حقوق الشعوب وحريّاتها.”
وخلص الإعلان، إلى أن “عالماً يحدد موْقفه من الفظائع والانتهاكات طبقاً لهوية الجاني وهوية الضحية؛ هو عالم لا أمان فيه ولا حقوق ولا عدالة، ولن تتورع دوله وجيوشه عن الفتك ببعض البشر لتمكين بعض السياسات التي تقدم مصالحها على التزاماتها المعلنة”، كما ورد فيه.
ويشار إلى أن من بين الموقعين على الإعلان نجد، داتوك أحمد عزا معبد الرحمن، مفوض اللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي بصفته الشخصية- ماليزيا، والمحامي والكاتب المكسيكي موريسيو داردون فيلاسكويز، والناشط الحقوقي ناجي حرج- سويسرا، والمحامي السريلانكي امتياز وهاب، والمحامي الدولي عبد المجيد مراري من فرنسا، وسعدية مفرح، الشاعرة والكاتبة والإعلامية الكويتية، والفنان والمؤلف الموسيقي المغربي رشيد غلام، وفنان الكاريكاتير الفلسطيني علاء اللقطة، والأكاديمية والأديبة الكويتية حياة الياقوت، والروائية الفلسطينية جهاد الرجبي، والروائية الفلسطينية نردين أبو نبعة، والصحفي الأرجنتيني فرناندو إيساس، وليلى زغلول رويز، زميلة باحثة في كلية LSE بكوستاريكا، والأديب والكاتب الكويتي خالد ساير العتيبي، وناشطة السلام الإيطالية غابرييلا غراسو، والقيادي النقابي الكولومبي داني ميغيل مورينو فونتيشا، رئيس الرابطة الوطنية للعاملين في قطاع الطيران واتحاد خدمات المطارات ANTSA ، والنائب السابق في البرلمان الأردني ديمة طهبوب، ريكاردو محرز، رئيس الاتحاد الفلسطيني لأمريكا اللاتينية ورئيس جمعية كولومبو فلسطين– كولومبيا، وسمعان خوري، رئيس الجمعية الفلسطينية السلفادورية، وعزام التميمي، مدير تحرير قناة الحوار الفضائية ومفكر– فلسطين، وشخصيات أخرى من أنحاء العالم من حقول فكرية وعلمية وأكاديمية وحقوقية وثقافية وفنية وأدبية.
بالإضافة إلى: محمد سليم العوا، محام– مصر، هيثم المالح، قاضٍ ومحام/ شيخ الحقوقيين- سوريا، وأحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة– سوريا، وعمرو دراج، مدير المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية– مصر، والدبلوماسي الصادق الفقيه، سفير السودان السابق في عدة دول، وظفري عبد الواحد، وسامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية بإسطنبول– فلسطين، وعضو مجلس القيادة عضو الجبهة الوطنية للحكم الرشيد(NFGG) – سريلانكا، وبيدرو باولو غوميزبيريرا، أستاذ في الجامعة الفيدرالية في ساو باولو– البرازيل، وعصمت إف. بورديتش، أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس أئمة مركز نوبل بارك الإسلامي البوسني في ملبورن – أستراليا، وفرانسيروزي كامبوس باربوسا، الأستاذة في جامعة ولاية ساوباولو USP البرازيلية، وأحمد علي باسيتش، مدرس في جامعة سراييفو – البوسنة والهرسك، ومحمد مختار الشنقيطي، باحث وأستاذ جامعي– موريتانيا، والأستاذ بجامعة كالياري الإيطالية نيكولا ميليس، والأستاذ الجامعي الإيطالي نونزتو كوتشيا، وهشام العوضي أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية بالكويت.