افتتحت التنسيقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أمس الثلاثاء بالإعدادية الثانوية السعادة بالآفاق مراكش، الأسبوع الثقافي الفكري، الذي ينظم في إطار الاحتفاء العالمي بلغة الضاد، ما بين 20 و 30 من دجنبر الجاري، تحت شعار : “اللغة العربية هوية، ثقافة، امتداد“.
وتضمن برنامج اللقاء، كلمة باسم التنسيقية ألقتها رئيستها الأستاذة الشاعرة والكاتبة فوزية رفيق، أحاطت من خلالها بجوانب هامة من المناسبة الشرطية، بكل أبعادها ودلالاتها، مؤكدة شرف العودة الدائمة إلى أحضان لغة الهوية والثقافة والانتماء.
وقالت الأستاذة رفيق، إن الاحتفاء يجسد جسرا راسخا لتوثيق الصلات ومواصلة الطريق، مبادرة إلى التصميم على اختراق كل حواجز التعتيم والتربص التي تعانيها مجتمعاتنا، بفعل تكريس الرداءة وحجب الأصل الثقافي اللغوي عن أداء مهماته التربوية والقيمة.
ولفتت رئيسة التنسيقية الانتباه، إلى ضرورة خلق محطات قوية في المدرسة والجامعة، من أجل تحقيق أهداف إشاعة اللغة العربية والعمل بها، ثقافة وتربية وتحسيسا بالمستقبل، الذي لن يستقيم في ظل الابتعاد عن ترسيخ أهمية وجودها في تمظهرات بناء الإنسان وتنويره.
وعلاقة بالموضوع، أزاحت الشاعرة والباحثة الأستاذة فاطمة الزهراء، الكاتبة العامة للتنسيقية، أزاحت الستار عن أدوار ترسيخ هوية اللغة العربية في بناء طريق المتمدرسين، بالتأكيد على أهمية أنشطة الحياة المدرسية بهوية ثقافية وطنية عربية ملائمة، وإبداع طفرات لإدماج علومها وآدابها في مناهج التربية والتكوين.
وقرأ الباحث والمبدع الأستاذ عامر مرزوك نصا إبداعا ثريا حول أشواق اللغة العربية، وإبهاراتها، مستدرجا علاقاته الروحية بالنص العربي الإبداعي، وملكاته التي توشح طريق انتصارات عمقها الإعجاز القرآني، واستنارت بمعالمها مضارب العقل العربي، في كل العلوم والسوانح الفكرية والإبداعية.
هذا وتم عرض شريط تربوي تعلمي مترجم، حقق مناط نقاش مفتوح مع تلميذات وتلاميذ المؤسسة التعليمية، بتأطير الأستاذ الباحث ياسين بن ايعيش، الذي أوقد شعلة الائتمان التربوي عبر ميكانيزم القراءة المبصارية الواعية بمضامين النص المرئي، وأبعاده ودلالاته.
وشهد النقاش التلاميذي المؤطر، انشغالا واعيا باللحظة التاريخية المسترجعة، وآفاق تخصيبها واسترفاد آثارها على المآلات بكل أنساقها وتقاطعاتها.
وتوج اللقاء بقراءات إبداعية وحفظية بألسنة التلميذات والتلاميذ، اللائي شاركن وشاركوا في تأتيث الفضاء التربوي بنصوص مشعة وهاجة، كانت فيها لغة الواقع المرتفع، واختيار الجواهر المعقودات على المحتوى النابض واللفت، مبدأ واعيا برهانات الكبرى.
كما تم توزيع شهادات المشاركة على المبدعات التلميذات والتلاميذ المبدعين، محفوفة بنخبة من الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية، على أمل تنظيم ملتقى إبداعي خلال فصل الربيع المقبل.
جدير بالذكر، فإن اللقاء الافتتاحي للأسبوع الثقافي للتنسيقية، حضر فقرات برنامجه عضوات المكتب التنفيذي للتنسيقية، الدكتورة فاطمة حرار، والأستاذة مالكة العلوي، والأستاذة حفصة العلوي، والأستاذة سميرة الساكت، والأستاذة سعيدة الوادي. بالإضافة إلى ممثل الائتلاف المركزي الدكتور مصطفى غلمان.
كما حظي اللقاء التربوي والثقافي بحضور وازن للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة الإعدادية الثانوية السعادة بالآفاق، وعلى رأسها السيد المدير والحارس العام ونخبة من الأستاذات والأساتذة، علاوة على مشاركة جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المؤسسة.