انتقد مهتمون ومثقفون طريقة استقبال أسود الأطلس، خلال مرورهم اليوم الثلاثاء بأهم شوارع العاصمة الرباط، وصبوا في تدوينات لهم في المواقع الاجتماعية جام غضبهم، حول ما وصفوه ب”تصوير وتعليق الهواة على القنوات التلفزية العمومية”.
واتفق المنتقدون لطريقة نقل الحدث، على كون مديري القنوات العمومية ومسؤولي مصالحهم، يسجلون في هذا الموقف الوطني الاستثنائي، قلة الخبرة والدنية في العمل المهني، وسوء تقدير المحطة.
وفي هذا الإطار قال الكاتب الصحفي محمد بوخزار، “ملاحظات أخرى على الاستقبال في المطار. يشبه وصول الحجاج. كان المفروض ان تشرف عليه لجنة استقبا،ترحب بالفريق بواسطة باقات ورد، يحملها صبايا من الجنسين، رمزا للمستقبل. كان يمكن تقديم تمر وحليب لعميد الفريق. لاشيئ ،حتى اغنية وطنية لم تعزف .خطاب التهنئة غائب.
( هذا الصواب لا يتعارض مع الاستقبال الملكي).
ومن جهته عبر الصحفي عمر اوشان عن سوء التغطية بالقول :”
“يظهر لي أن نية وليد الركراكي سيصل صداها الى التلفزيون المغربي..
التغطية سيئة جدا..
تلاميذ الثانوي يقدمون بالتلفون تغطيات أحسن و أجمل منها ..”.
وحول هذه السوأة المشينة، قال الشاعر والكاتب محمد شنوف :”
“مع الأسف، الإعلام المغربي أبعد ما يكون من الاحترافية ومن إنجاز أبنائنا الأسود وأبان عن تخلفه الكببر في نقل عرس استقبالهم الشعبي والرسمي وإبراز الحشود البشرية والمعالم الطبيعية والمواقع الحضرية الموازية لمسارهم عبر سلا والرباط.
كاميرا الأسواق…
و بصفر درهم ..”
واختصر الباحث والإعلامي د محمد الخمسي، هذا الحدث بعبارة دالة وعميقة :”
“الحدث أكبر من الاعلام العمومي، عرس وطني بكاميرا واخراج الخمسينات”.
وذات الرأي كتبه الكاتب والإعلامي مصطفى عراقي، “
“لم يكن النقل التلفزي في مستوى الحدث..لم يتم استثمار هذه اللحظات فنيا ولا فكريا..القطب العمومي اخلف الموعد” ..
وعلق الشاعر إدريس علوش قائلا:” التعليق على الترحاب في البت المباشر
لا يليق بعظمة الحدث
لا حرارة لا صوت فبالأحرى الشاعرية”.
ولم يفوت الكاتب الصحفي محمد سراج الضو الفرصة، دون انتقاد تصوير الحدث، حيث قال:“التلفزيون العمومي فقد البوصلة من زمان نتيجة تفشي الفساد في دواليبه وخلود مسؤوليه في مراكزهم بعد أن التصقت الكراسي بمؤخراتهم ومنهم من تجاوز 20 سنة في منصبه …أغلب شباب المنتخب عندما ولدوا كانت بزولة الوطن في فم هؤلاء …ما حدث اليوم ماهو الا نتيجة الوضع السائد في SNRT منذ سنوات”.
وقريبا من نبض الشارع، ولإبراز إيجابية استقبال أسود الأطلس، في حافلة فخمة وتحت أضواء وزغاريد غير مسبوقة، نقلت كاميرات هاوية صورا ومشاهد غاية في الروعة، معبرة عن فرحة الشعب بمنتخبهم الشاب، وهي الصور التي نشرت بعض الأمل في اقتفاء مسار للسعادة، بعيدا عن شوم ظواهر لاتزال تحجب الرؤية وتمنع أنوار الاملاء بالأشياء الجميلة.