كش بريس/ كتب محمد مروان: يبقى منبهر الناظر أول مرة من شدة وقع ما تراه عيناه مسطر على وثيقة تصميم التهيئة من مشاريع ضخمة تنموية في إطار مخطط توجيهي للتهيئة العمرانية لمدينة تامنصورت، الذي وضع لها منذ السنوات الأولى من الألفية الثالثة، وللأسف الشديد فقد تأخرت كثيرا إنجازات أغلب بل جل أهم هذه المشاريع عن ظهورها على أرض الواقع طول هذه المدة، بعدما انطلقت أشغال إحداث هذه المدينة الجديدة سنة 2004، على مساحة إجمالية تقدر بألفين ( 2000 ) هكتار داخل تراب جماعة حربيل الممتدة على مساحة خمسة وعشرين ( 25 ) ألف هكتار من إقليم مراكش، بغلاف مالي حددت تكلفته الإجمالية أنذاك في أربعين ( 40 ) مليار درهم، حيث تم تقسيم أحيائها السكنية إلى ثمانية أشطر بتامنصورت، يتميز الواحد منها على غيره بالعديد من المرافق العمومية والخصوصية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر حي الشطر 1، الذي كان من المفروض أن يتواجد به اليوم : مركزين صحيين،
ومؤسسة للتعليم الثانوية التأهيلية، و مدرستين للتعليم العمومي الابتدائي، وثلاث مؤسسات تعليمية للتعليم الخصوصي، ومركز للثقافة، وخزانة بلدية، ومركزان ضخمان للتجارة، وسوق للتبضع، ومركب للصناعة التقليدية، وإدارة كل من اتصالات المغرب وبريد المغرب، ومسجدين، وحمامات، وحدائق عمومية، ومواقف للسيارات..، لكن ما تزال إلى اليوم نسبة 90% من مرافق هذا الحي مجسمة فقط على النموذج المصغر ( ماكيت ) بمقر إدارة العمران وأيضا بمكاتب البيع لشركات المنعشين العقاريين بتامنصورت، تحفيزا للزبناء من أجل اقتناء شقة بإحدى العمارات أو شراء قطعة سكنية بالشطر1، وقس على ذلك ما هو حاصل بباقي الأشطر السكنية بالمدينة، في الوقت الذي استدامت فيه بالنسبة لجميع الناس حالات تجرعهم علق معاناة افتقار أحيائهم لأهم المرافق العمومية فبالأحرى الخصوصية، مما أجبر أغلب الذين اشتروا شقة أو قاموا ببناء منزل على القيام بهجرة عكسية، حيث صار كل ممن لم يقوى منهم عل تحمل آلام وأحزان المعاناة يضطر إلى الرجوع من حيث أتى، فكان ذلك سببا في هجرة كبرى لشريحة واسعة من المجتمع، تاركين مساكنهم مهجورة فارغة حيث عمرتها أسراب من الحمام وحشرات العناكب.. متخذة منها أوكارا، ناهيك عن مئات الأمتار المربعة لمساحات المرافق الاجتماعية والخصوصية والقطع الأرضية السكنية، التي ظلت أراضيها عارية لسنين وأعواما، الشيء الذي أثار انتباه وفطن إليه أعضاء مجلس الجماعة الترابية حربيل، حيث بادر المجلس بتطبيق ضريبة الأراضي غير المبنية على جميع هؤلاء المواطنين،
مما ألزم على العديد منهم التعجيل ببناء منزله، خاصة الكثير من شركات المنعشين العقاريين ومؤسسة العمران التي شرعت مؤخرا بتجهيز القطع الأرضية المعدة عشرات الأسس بها لبناء فيلات أو منازل ومحلات تجارية، وهكذا بدأت عجلة التعمير ولو أنها بطيئة في الدوران، إلا أن المشكل يظل مطروحا وقائما دائما بالنسبة لمشاريع المرافق العمومية الضخمة التي تبقى على عاتق المصالح المركزية، خصوصا وأن أطراف مساحاتها تترامى لتشمل أراضي شاسعة، حيث تشكل نقطا سوداء مشوهة المنظر العام للمدينة بعدما استغلها البعض دون موجب شرع ليجعل منها مكانا لتسويق مواد للبناء في زمن جائحة كورونا بتامنصورت.