(كش بريس / محمـد مـروان) ـ الاحتقان غير المسبوق والتوتر الشديد بين الرئيسة وأعضاء مجلس الجماعة الترابية تسلطانت، وبينها وبين جمعيات من المجتمع المدني وساكنة هذه الجماعة المتواجدة على مرمى حجر بضاحية مراكش، دفع بالكتابة الإقليمية بمراكش للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومكتب فرع حزب الوردة بتسلطانت إلى تسليط الضوء على ما تجري أحداثه بهذا المرفق الجماعي تنويرا للرأي العام، وذلك بتنظيم ندوة صحفية يوم أمس الاثنين، احتضن أشغالها رحاب فضاء أحد المركبات السياحية، وقد حضر مناسبتها عدد من ممثلي المنابر الصحفية والإعلامية، وفعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية،
حيث افتتح بداية أشغال هذه الندوة بكلمة ترحيبية خالد زريكم، عضو الكتابة الإقليمية بمراكش للاتحاد الاشتراكي، ثم أعطى الكلمة إلى عبد الحق عندليب الكاتب الإقليمي للحزب بهذه المدينة، حيث أوضح عندليب أن المحور الرئيسي لهذه الندوة الصحفية هي الوضعية الراهنة التي تجتازها جماعة تسلطانت، وأشار أن هذه الندوة قد تزامنت مع بعض الأحداث المهمة التي من الواجب الوقوف عندها، مؤكدا أن من جملة ما يجب ذكره، تخليد الذكرى 48 لتنظيم المسيرة الخضراء، واسترجاع أقاليم صحرائنا الجنوبية إلى أرض الوطن، حيث سقط شهداء في سبيل تحرير أقاليمنا الصحراوية، ولا تزال دولة الجزائر وعصابة البوليساريو يحاولون استهداف استقرار وأمن مواطنينا في أقاليمنا الجنوبية، وأضاف عندليب، أن هذا اللقاء الصحفي يتزامن أيضا مع الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 08 شتنبر من هذه السنة، والأحداث الرهيبة التي تشهدها غزة، بسبب الغطرسة الإسرائلية، المتنكرة للحقوق الوطنية لإخواننا أشقائنا الشعب الفلسطيني، حيث طلب الكاتب الإقليمي من جميع الحضور الوقوف من أجل قراءة الفاتحة ترحما على أرواح كل الشهداء، وعلى روح الشهيد المهدي بن بركة الذي تم إحياء ذكرى اغتياله يوم 29 أكتوبر من السنة الجارية، وانتقل عندليب متحدثا بعض الشيء عن الأوضاع التي أصبحت تعيشها الجماعة الترابية تسلطانت، قائلا : ” بما أن هذه الجماعة عزيزة على قلوب كل الاتحاديات والاتحاديين وبالطبع على كل المغاربة ، فإن تناول مواضيعها ليس بدافع كما يقال ( تقطير الشمع ) على مدبري شأنها، وإنما هذا بدافع غيرة وطنية حقة وروح المسؤولية، وذلك قصد تنبيههم ونصحهم وتقديم مقترحات الغرض منها العمل على أن تعرف المنطقة إقلاعا ونهضة تنموية شاملة تستجيب لطموحات ساكني هذه الجماعة، مشيرا إلى أن ما يفعله مولاي يوسف مسكين، المستشار الاتحادي بمجلس جماعة تسلطانت، كاتب الفرع بهذه الجماعة، والمنسق الإقليمي بمراكش لمستشارات ومستشاري الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موجها إليه التحية على شجاعته الأدبية المشهود له بها، مؤكدا على أنه يعد من المناضلين الاتحاديين الذين لايخافون لومة لائم..، عقب ذلك تناول الكلمة مولاي يوسف مسكين، محاولا تنوير الرأي العام مفندا بعض المغالطات وكشف الطبق عن المستور وتسليط الضوء على ما تجري أحداثه داخل دواليب هذا المرفق العام الجماعة الترابية تسلطانت، مبرزا أنه قد مر على عمر المجلس الحالي مدة سنتين وثلاثة أشهر، ورغم أن جماعة تسلطانت تعد من أغنى الجماعات الترابية التابعة لعمالة مراكش، فإنه من الملاحظ
اليوم أن جماعة تسلطانت حسب رأيه تسير عكس التيار، ما يتسبب في إعاقة الإقلاع التنموي الشامل للمنطقة، ذاكرا أن ما جعل هذا المرفق العام والمناسبة هذه حسب ما جاء في بيان أصدرته الكتابة الإقليمية بمراكش للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو ما أصبحت تعيشه جماعة تسلطانت من أوضاع تدمي القلب، وقد وصلت إلى أعلى درجات الاحتقان، ومرحلة شد الحبل بين الرئيسة وأغلب أعضاء المجلس وجل مرتفقي هذا المرفق العام، نتيجة سوء تدبير الجماعة الانفرادي في اتخاذ القرارات من طرف الرئيسة وهدر المال العام والتخلي على مبادئ وقواعد الحكامة الجيدة والديمقراطية في التسيير، وإلى تعطيل عدد من الخدمات ومشاريع التنمية والإصلاح، وقد تطرق مولاي يوسف مسكين إلى بعض من نتائج هذه الوضع المتردي بهذه الجماعة، ذاكرا إياها على غرار ما ورد في البيان الذي أصدره حزبه بالمناسبة، على سبيل المثال لا الحصر :
– تعطيل بناء إعداديات ومدارس وحجرات دراسية بمدارس ابتدائية، مما أثر سلبا على الحق في تعليم أبناء وبنات الجماعة.
– عدم توصل الجماعة بالعديد من المعدات والتجهيزات والآليات التي صرفت من أجل اقتنائها أموالا طائلة، وذلك بسبب غياب الشفافية والنزاهة الضرورية وتكافؤ الفرص، وتغييب معيار الجودة في تقديم الخدمات، وذلك في عقد الصفقات طبقا للقوانين والمساطر الجاري بها العمل.
– التواطؤ المكشوف مع بعض المستثمرين لإعفائهم من أداء الضرائب المستحقة على مقاولاتهم ( TNP ).
– فشل الشركة التي تعاقدت معها الجماعة في عمليات جمع ومعالجة النفايات والأزبال، وقد حاولت الرئيسة تمرير على المجلس عملية التمديد في العقد الذي يربط بين الجماعة وهذه الشركة، لكن الرئيسة اصطدمت برفض أغلبية الأعضاء في المجلس لهذا القرار الانفرادي للرئيسة، ما تسبب في أن تصبح الجماعة بدون شركة مسؤولة تدبر مرفق النظافة، بعدما حرمت الرئيسة العديد من الشركات ذات الاختصاص من التباري لنيل صفقة التطهير والنظافة بطرق ما أنزل الله بها من سلطان.
– حرمان فئة عريضة من المواطنات والمواطنين بدون موجب حق من شواهد الربط بالشبكتين العموميتين للماء والكهرباء.
– غياب الشفافية في توظيف العرضيين من الشباب العاطل، في حين أقصي آخرون رغم توفرهم على شواهد عليا.
– تهميش أعضاء المجلس بمن فيهم أولائك الذين أسندت إليهم مهام المكتب الإداري للجماعة في اتخاذ العديد من القرارات، مما يضفي على عمل المجلس نوعا من الانفرادية وعشوائية التسيير، حيث دأبت الرئيسة على استغلال هذا الوضع لصالحها في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها.
– ما يفوق مائة ( 100 ) ألف نسمة من السكان ما فتئوا يكابدون الأمرين بسبب افتقار جماعة تسلطانت إلى العديد من المرافق العمومية الصحية والبيئية والرياضية والثقافية والترفيهية ..، بالإضافة إلى الطرقات المعبدة وغير المعبدة والمسالك بين الدواوير، والتجهيزات الأساسية للبنية التحتية، رغم أن جماعة تسلطانت تعد من أغنى الجماعات على مستوى عمالة مراكش، علما أن الفائض الذي تركه المجلس السابق قد بلغ ما يناهز تسعة مليار سنتيم.
وهكذا كل ما جاء في سياق مداخلة المستشار الجماعي الاتحادي مولاي يوسف مسكين والحزن والحسرة يملآن قلبه ممتعضا بسبب ما آلت إليه هذه الجماعة من تردي فظيع يجري مجرى الدم الخبيث داخل شرايين دواليبها، وهو يرد أيضا مجيبا على أسئلة ممثلي المنابر الإعلامية والصحفية، حيث كل الأسئلة بالأساس على ما سبق ذكره من نتائج هذا الوضع المتردي بجماعة تسلطانت.
وقد اختتمت هذه الندوة الصحفية وأسدل الستار على أشغالها بقراءة جواد الدادسي، عضو الكتابة الإقليمية بيان حزب الوردة الذي سبقت الإشارة إليه، بيان صادر عن الكتابة الإقليمية بمراكش للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من أجل تنوير الرأي العام، حيث طلب من خلاله الاتحاديون من سلطات الوصية التدخل العاجل قصد إعادة الأمور إلى نصابها، وذلك بتفعيل كل القوانين الجاري بها العمل إنصافا لمبادئ التدبير القانوني والديمقراطي الحكيم، وإنصافا لساكنة الجماعة التي أضحت تعاني من سوء التدبير والتسيير الانفرادي للشأن المحلي من طرف رئيسة هذه الجماعة الترابية تسلطانت.