قدمت الطالبة الباحثة رسالتها لنيل درجة الماجستير في التراث المادي و اللامادي بعنوان : “المحافظة هى تراث الطهي بالمغرب” تحت إشراف الدكتورة قاطمة الزهراء صالح المتخصصة في التراث المغربي وقد اختارت أن تقدم رسالتها باللغة الانجليزية … “PRESERVATION OF MOROCAN CULINARY HERITAGE” : OBSERVATION and DOCUMENTATION
هذا وتمت مناقشة الرسالة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة مولاي سليمان بني ملال امام لجنة مكونة من د ثرية لمبعد عضوا ود جمال جبالي رئيسا ورشيد عاصم عضوا والدكتورة فاطمة الزهراء صالح مشرفة وذلك بتاريخ 27 /07 / 2024 ..
وموضوع تراث الطهي المغربي في نظر الطالبة الباحثة موضوع يستحق البحث أكاديميا وذلك لأهميته في التجربة الحياتية للشعوب المختلفة ولبعده الثقافي والأنثربولوجي ..
وقد تناولت الطالبة هذا الموضوع ـ كما تقول ـ لرغبتها العميقة في المساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الذي يتميز بغنى خاص حيث يمثل المطبخ المغربي، بثراء نكهاته وتقنيات إعداده المتوارثة عن الأجداد وتقاليده الاجتماعية المتجذرة في المشاركة والضيافة، أكثر بكثير من مجرد مجموعة بسيطة من الوصفات التي تكون الطعام المغربي .
وهذا التراث هو من جهة أخرى شهادة حية على تاريخ وهوية وإبداع الشعب المغربي، ويعكس التأثيرات المكونات الثقافية المختلفة البربرية والعربية والأندلسية والإفريقية التي شكلت هذا التراث .
إن كل من أطباق هذا التراث طبق يحكي قصة خاصة و تطورا خاصا و علاقة بالتاريخ و الثقافة، وكل نوع من التوابل المستعملة في كل وجبة تستحضر مكانًا معينًا و منطقة خاصة ، وكل أنية من أواني الطبخ الأصيل تجسد ذكرى ، وكل طريقة طهي تقدم معرفة وتجربة مستمرة تنتقل من جيل إلى جيل لتصير رموزا لمنطقة بعينها .
وبالإضافة إلى تركيبة الطعام التي في أغلب تكون بسيطة و مرتبطة بموارد المنطقة الطبيعية و بنشاط السكان الاقتصادي و إرثهم الثقافي ، فهو يمثل طقوسًا اجتماعية حقيقية تجمع العائلة والأصدقاء معًا حول وجبة بهيجة تؤمن المشاركة الجماعية ، تقوي الروابط الاجتماعية والأسرية المبنية على التقاسم و التضامن وما تقليد ما يسمى بطعام ـ المعروف ـ إلا خير دليل على ذلك .
و لكل أكلة من الأكلات التقليديات ترتيبات معينة متوارثة تختلف من منطقة إلى أخرى خاصة إذا كانت ترتبط بمناسبة معينة، و التي تعرف مشاركة جماعية من طرف النساء خاصة ، تنتقل من التحضير الدقيق للمادة إلى الطهي في أواني خاصة لإنضاج الطعام التقليدي وغالبا ما تكون من الطين، وتتميز كل خطوة من هذه الخطوات بإيماءات دقيقة وخبرة تنتقل شفويا في إطار ثقافة خاصة .
وفي مواجهة تحديات العولمة وتوحيد الأذواق، التي تهدد بمحو المعرفة والمنتجات المحلية، يظهر أنه من الضروري توثيق وتعزيز هذا التراث الطهوي الفريد من أجل نقله إلى الأجيال القادمة ، بعد توثيقه توثيقا علميا وتفسير علاقته بالثقافة والطقوس والعادات الاجتماعية ..
لذلك تهدف هذه الرسالة إلى استكشاف الجوانب المختلفة لهذا التراث من خلال نهج رصدي وتوثيقي صارم ، وهو في الحقيقة صعب التحقيق في رسالة ماجستير لأنه يحتاج إلى التناول بتفصيل أكثر في أطاريح متعددة .
من خلال انخراط الباحثة أو الباحث في المنازل و البيوت ، و المشاركة الفعالة في طقوس الإعداد في المناسبات المختلفة ، و حضور الأسواق المفعمة بالحيوية التي يتداول فيها طعام خاص ، وورش الطهي التقليدية، لجمع شهادات قيمة من المشاركات و المشاركين في نقل هذه المعرفة الطهوية المتميزة ، وأخص بالذكر الجدات اللاتي يحمين ويحافظن على وصفات السابقين ويرفضن أن تتغير هذه الوجبات و تحيد عن مكوناتها الأصيلة ، والطهاة التقليديين الذين يديمون تقنيات الأجداد، والمنتجين المحليين الذين يزرعون مكونات فريدة من نوعها تكون هي أساس تلك الوجبات التقليدية . .
إن الهدف من هذه الرسالة هو تسليط الضوء ليس فقط على تقنيات التحضير المحددة والمكونات المحلية والممارسات الاجتماعية التي تساهم في تفرد المطبخ المغربي، ولكن أيضًا على تحديات الحفاظ عليه في مواجهة التغيرات الثقافية داخل المجتمع التي تهدد وجود ثقافته الأصيلة .
ومن خلال رسم خريطة لهذا التراث الحي، وتحليل ديناميكياته وتسليط الضوء على مبادرات الحماية، يهدف عمل الباحثة إلى المساهمة في الترويج للمطبخ المغربي، ليس فقط في المغرب، ولكن أيضًا على المستوى الدولي، من خلال رفع الوعي بين عامة الناس حول ثراء هذا المطبخ وهشاشته الكنز الثقافي.