لا تزال تداعيات وفاة الطفل الشهيد ريان في البئر، تثير الكثير من الأسئلة والاستفهامات وردود الفعل، في أبعادها الصحية والطبية والنفسية والأنثروبولوجية، حيث أبدى مجموعة من الباحثين والأطباء والأخصائيين، آراءهم بخصوص احتمالات الوفاة، وأسبابها ومظاهر تحليلها وتفكيكها.
نعرض اليوم رأيا علميا مهما، لأحد أهم علماء الطب الشرعي بالمغرب، يتعلق الأمر بالبروفيسور أحمد بلحوس أستاذ الطب الشرعي:
خمس أسباب للوفاة في الحالات التي تشبه حالة الطفل ريان :
1- الإصابات و الجرورح والرضوض المتعددة التي يمكن أن يتعرض لها الطفل أو أي شخص أخر بعد السقوط من ارتفاع شاهق مثل كسور على مستوى الجمجمة والعمود الفقري والأطراف والأضلاع وتهتكات وتمزقات على مستوى بعض الأعضاء الحيوية مما سيؤدي إلى صدمة نزفية تؤدي إلى الوفاة.
2- الاختناق نتيجة نقص في التهوية وغياب في الأوكسجين أو استنشاق مواد أخرى كالتربة مثلا أو بسسب وضعية غير طبيعية أو ضاغطة على فتحة الفم أو الأنف أو وجود شيء ما ضاغط على الصدر مما سيعيق التنفس الطبيعي ودخول الهواء إلى الرئتين، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى الوفاة.
3- البرودة الشديدة حيث أن المكوث في محيط جد بارد لمدة أيام قد يؤدي إلى التأثير على كفاءة الأجهزة الحيوية مما سيؤدي إلى قصور فيها وبالتالي حدوث الوفاة.
4- الاجتفاف نتيجة العطش الشديد ونقص في السوائل، مما يؤدي إلى قصور كلوي حاد وبالتالي الوفاة.
5-انخفاض حاد في نسبة السكر بالدم نتيجة الجوع وغياب التغذية، فالطفل ليس له المخزون الكافي من الشحوم والعضلات للتعويض.
كل سبب من هذه الأسباب المذكورة أعلاه، كفيل لوحده أن يؤدي إلى الوفاة فما بالك إذا كانت مجتمعة.لذلك، يجب أن يكون التشريح الطبي كاملا وشاملا لكل التجويفات ولكل أعضاء الجسم، وشديد الانتباه لكل التفاصيل، ويحبذ أن يسبقه فحوصات إشعاعية شاملة لكل الجسم حتى نتمكن من جرد شامل لمختلف الإصابات، بالإضافة إلى دراسة كل العلامات والمظاهر التي يمكن لها أن تساعد على تحديد الزمن التقريبي الذي مر على الوفاة.