(كش بريس/ محمد مـروان) ـ على إثر الاجتماع الذي عقدته مؤخرا اللجنة الإقليمية للماء، بمقر الملحقة الإدارية ” الأطلس ” بتامنصورت، طالب السيد محمد شتيوي، مدير وكالة الحوض المائي لتانسيفت، من وكيل اتحاد الملاك المشتركين بإقامة النخيل 4 بتامنصورت، بالتوقف الفوري عن استغلال بئر يجلب المياه الجوفية، والعمل على ردمه وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه داخل أجل مدته شهر واحد، وفي حالة عدم قيام اتحاد الملاك بالمطلوب منه، ستضطر وكالة الحوض المائي إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الشأن، بدعوى أن هذا البئر تستغل مياهه بدون ترخيص بالعقار الكائن بالإقامة السكنية المذكورة.
وقد جعل هذا القرار المفاجئ الكثير من الناس يختلط لهم الحابل بالنابل، حيث أن هذه الإقامة السكنية بها بئرين، أحدهما بحمام الحي أو (الحومة)، والثاني بمسجد “معاذ بن جبل”، حيث تستغل مياهه للوضوء، لفائدة رواد هذا المسجد، التابع للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش.
وحسب ما أدلى به لـ “كش بريس” الكثير من السكان “إن كان المقصود من هذا القرار مسجد ” معاذ بن جبل”، فإن هذا المرفق الديني للأسف الشديد ظل لسنين يفتقر لربطه بالشبكة العمومية للماء الصالح للشرب منذ إحداثه وحفر بئر داخل حرمه من طرف أحد المحسنين سنة 2013، إذ بمجرد أن علموا بهذا الخبر المشؤوم في هذا الوقت بالذات خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، فقد خلف اتخاذ هذا القرار قلقا كبيرا وسخطا عارما بين جميع الناس، شاجبين مستنكرين ما آلت إليه الأمور في هذا الزمن، بعدما أصبح بعض المسؤولين يتوعدون بردم البئر المزود الوحيد بمادة الماء لأحد بيوت الله بتامنصورت، مما قد يتسبب لامحالة في نفور مصلي مسجد ” معاذ بن جبل ” أو ربما إغلاق أبوابه بالمرة في وجوههم.
والغريب في الأمر أن هذا القرار قد تم اتخاذه بأيام قليلة من شهر رمضان الذي أصبح حلوله على الأبواب، وكما قال بعض المحتجين : ” گاليه فين ودنيك، گاليه ها هي “، قاصدين من خلال هذا المثل وفق ما عبروا عنه لـ “كش بريس”، أن وكالة الحوض المائي تنهج في سياسة عقلنة وترشيد استهلاك الماء الضرب بيد من حديد كما يقال على ( الحيط لقصير )، غاضة الطرف على الآبار المتواجدة داخل مساحات البقع الأرضية للحمامات وحدائق الفيلات ومحطات الوقود والمقاهي وصالات الرياضة ومعامل الشركات ومشاتل النباتات وضيعات كبار القوم ..، حيث توجد إما بداخل أو بهوامش مدينة تامنصورت، مما ينذر بأن هناك فعلا هدرا واستنزافا كارثيا لمخزون الفرشة المائية رغم ضعفها بهذه المنطقة، في الوقت الذي تفتقد فيه للأسف وكالة الحوض المائي إلى جرد دقيق وشامل للآبار المنتشرة على سائر التراب التابع لنفوذ الجماعة الترابية حربيل مراكش، مما يقتضي ويستوجب على مسؤولي وكالة الحوض المائي أن تسهر لجنها على القيام بزيارات ومعاينات ميدانية لكل المنشآت والتجمعات السكنية دون استثناء انطلاقا من قنطرة تانسيفت على الطريق الوطنية رقم 7 إلى آخر نقطة من تراب جماعة حربيل، لا أن يقتصر هؤلاء المسؤولون فقط على اعتماد ما تتوفر عليه السلطة المحلية من معلومات في هذا الشأن لا تسمن ولا تغني من جوع، ما قد يتسبب في نفور المصلين وإغلاق بيوت الله بمدينة تامنصورت.”