*مراكش تعتبر شهر عاشوراء شهر المرأة
أ ـ الرجال يحتفلون بالمرأة في شهر عاشوراء، بالأنثى من كل الأعمار بما في ذلك الطفلات.
يقوم الرجال في هذا الشهر بتهييء أنواع من الهدايا التي يقدمونها للنساء والأطفال بدءا بالحلل الجديدة(فمن الضروري أن تلبس النساء ملابس جديدة هذه الليلة ولا تقبل الملابس التي استعملت من قبل مهما كانت جميلة، لا يتفاءلون بها) كما يقدمون الحلي والفواكه النفيسة(اللوز والجوز وأمثاله تعتبر فواكه نفيسة) والحلويات والمآكل الباذخة وأدوات الطرب (التعريجة وما يتكامل معها) وأنواع اللعب… ولا يدخر الرجال جهدا كي يروا مظاهر الفرحة والازدهاء تغمر الإناث، سعيدات تغنين وترقصن وتفرحن.
وليلة عاشوراء تستحم النساء وتتهيان قبل حلول الليل فتتزين بملابسهن الجديدة المهداة إليهن وترفلن في البدخ والطرب والأفراح.
ب ـ عاشوراء موسم يكتظ في مرجعيات وثقافة وعادات وتقاليد مراكش بأحداث ووقائع كثيرة متراكمة يحفر كل منها عميقا في ذاكرتها، ما يفيد كون مراكش أكثر من أي مدينة في المغرب تلقت تجارب بعيدة في حياة الإنسانية وتفاعلت معها بعمق.
1- منذ اليوم الأول من محرم تدخل بعض العائلات في حالة حزن فتمتنع عن الاغتسال وتغيير الملابس وكل ما يفيد التزين او الفرح. بعض العائلات ترتدي السواد طيلة هذه الايام ما يحيل على علاقة المدينة بالتشيع ومأساة كربلاء. لكن بعض العائلات تتطير من السواد وتمتنع في حياتها اليومية من ارتداء الأسود باي شكل أو مناسبة كانت
2 – اليوم التاسع يسمى ليلة الشعالة
بحلول اليوم التاسع تخرج الأسر الحزينة من حالة الحزن بالاغتسال وارتداء ثياب من الضروري ان تكون جديدة غير مستعملة سابقا ولا مغسولة، ثم بالتزين والتحضير للفرح وإحياء كل تلك الأحداث المتراكمة على الذاكرة والوجدان. وهي ذكريات متنوعة سوف تمتد على السبعة ايام الموالية.
التاسع يوم تختلط فيه المواقف والمشاعر بين الفرح والخوف والابتهالات لرفع الغمة حينا ولشكر نعمة الله حينا آخر ذلك اليوم ليلة الشعالة يسترجعون ذكرى النار الموقدة على إبراهيم ونجاته منها فيجمع اشداء الأحياء احمالا من الحطب يجعلون منها كومة كبيرة ويوقدونها لهبا قويا يتناوبون على القفز عليه كانما يتحدون النار أن تحرقهم أو تلهبهم كما حال إبراهيم فلم تؤذه.
في نفس الآن يتجمع كبار الحي وربما كبراؤه في حلقة كبيرة لتلاوة الأذكار والابتهالات لله والتوسل بالرسول والصلحاء ما يوحي بقوله تعالى -يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم- هذا الطقس التوسلي يسمى -الكور- تستعمل فيه آلات نقرية وشبهها تسمى -التعريجة- جمعها -التعاريج- يعزف الجميع نوطة منفردة واحدة جماعية تسمى -الدقة- و -الكور- يتواصل وتستمر التراتيل حتى الفجر حيث تنجاب الغمة وينجو ابراهيم من النار فينهضون للاحتفال والفرح بما يسمى رفع اليد والصوت بالتراتيل والترانيم والأفراح وتسمى -افوس-
ليلة الشعالة يختلط فيها الحزن والفرح بالزج بابراهيم في النار ثم بنجاته.
لكن لماذ تتحرر النساء هذا اليوم؟
ولماذا هو عيد المرأة واحتفالات بالنساء؟
سأفترض أن يكون انتصار عائشة في وقعة الجمل على علي وانتصار قيم احترام المرأة وعدم الولوغ في أعراض النساء واحتفالا بالآسرة وتماسكها وحمايتها من التفكك.
احتفالات النساء تلك الليلة يطول الحديث عنها. تناولت بعضها امس ولبعضها مكان آخر.
باختصار تحضر جميع الأسر حلوى خاصة بليلة عاشوراء تقطع بالمقص على شكل حبات تسمى -القريشلات- تضاف لأنواع الفواكه اليابسة فيصير اسمها -الفاكية- لتستهلك تلك الليلة في جلسة احتفالية اسرية او عائلية او تجمعات نسائية مختلفة مع صواني وكؤوس الشاي بعد الموائد الباذخة. وإذا كان في الأسرة عروس أو نفساء تحمل إليهامن اسرتها أو اصدقائها ما يسمى -تعاشورت- بها ملابس ومآكل سيما ذلك الطيفور الفخم من -الفاكية-.
3 – اليوم العاشر: يوم زمزم ويوم الأموات
بعد الفجر وفي الصباح الباكر يستسقي الناس أولى مياه الصباح من الينابيع والانهار والآبار، ماء يسمونه زمزم يعتبرونه ماء زمزم إحياء لذكرى تفجر بئر زمزم لهاجر زوج ابراهيم وام اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام جميعا.
ثم يتجه الناس الى المقابر لزيارة موتاهم وموتى المؤمنين مصحوبين بباقات الريحان يضعونه على القبور، وبالتين يوزعونه على الفقراء. ولا شك هو يوم زيارة الحسين. ويسمى يوم -الزيارة- هو كذلك يوم التصدق وإخراج الزكوات بالنسبة لعموم الملتزمين وتطلق على الزكاة هذا اليوم -لعشور-.
للحديث بقية