فَوْقَ المِشْجَبِ يتعلَّقُ حرفَانِ
من اسمِ امرأةٍ تقلقُ لو مرَّتْ فوقَ البيتِ سَحَابة
أو أنَّ النَّهرَ تَوَارَى عن شامَتِها
لو أنَّ الشَّاهِدَ لا مرْئيٌّ
لو أنَّ النَّوْمَ استعصَى
أو شَرَدَ بعيدًا عنها
وحطَّ رِحَالًا فوقَ عُيُونٍ أخرى
تغرقُ في صُورٍ لا تأتِي
تتخرْبَشُ فوقَ الذَّاكرةِ الملأى بتُراثٍ من وجَعِ الماضي
تضرِبُ بطْنَ اللغةِ بإزميلِ يديْها
تكرَهُ من لا يتكلَّمُ بوضُوحٍ
تعرفُ أنَّ القاموسَ يولِّفُ بعضًا ممَّا تعرفُ
تمسكُ بخِنَاقِ النَّحوِ
وتركُلُ رجلًا أبخلَ من بُخلاءِ الجَاحظ
تمسكُهُ ثانيةً وتُسدِّدُ ضرباتٍ نحوَ جُيُوبِ القلب
تقولُ : اكْتُمْ أنفاسَ السِّفلةِ ممَّن شربُوا ماءَ الجِزَمِ الباليةِ.
..
هي أقربُ من أيِّ سماءٍ لي
هي بلدٌ يحملُ كُلَّ الأسماء
وهي الأهلُ إذا ما الموجُ تلاطَمَ في البحْر
وهي الكأسُ الملآنةُ إذْ فرغتْ كُلُّ أواني الحُلم
وهي الشَّمسُ إذا غابَ الضَّوءُ عن اسمي
وهي اسْمِي حينَ أؤنِّثُ قلبِي
وتفيضُ عناصرُ أنثايَ
فأباركُ صمتًا يرفُو ما ثقبتْهُ الأيامُ منَ الأفكَار
وأرتِّقُ أحذيةً لي تحفظُ أسرارَ خُطاي
وأرُوحُ إلى الورَقِ الأبيضِ أملؤهُ
بالألفِ المَمْدُودَةِ فوقَ سريرِ يديْها
مثلِي يكرَهُ ظُلماتٍ تمشِي نحْوَ ممالكِها
وتحجُبُ عني حُسْنَ العينينِ
حينَ تقُولانِ معاجمَها من أولِ نَظْرة
وتُمارسُ تعتيمًا في الشَّفتيْنِ وفي ضحكاتِ القلب
وتُحاولُ إخفاءَ الجهلِ بمن تمتلكُ سماءَيْنِ وسَبْعةَ أبْحُر
ندمٌ يعلُو فوْقَ المِشجَبِ
وينامُ على أطرافِ أصابِعها
لمَّا أخفتْ فوْقَ السَّاقيْنِ خواتمَها
هي فعلًا ختمِي وخِتامي
وبضحكتِها تهزِمُ تارِيخًا
حاوَلَ أن يحجُبَ عنِّي عوالمَها.
*القاهرة 25من مايو 2024 ميلادية