(كش بريس/خاص) ـ يتراكم مشكل (الفراشة) العشوائيين بحي الداوديات مراكش، يتفاقم الوضع يوما بعد يوم، حتى صار معضلة كبيرة تواجه السلطات المحلية وتقض مضجعها.
من يمر من الشارع الرئيس الفاصل بين ديور المساكين الوحدة الرابعة والملعب الرياضي، سيصاب بالعجز والخلط بين فهم الواقع وصباغته. فقريبا من سنوات قليلة ماضية، كان جدل الجمعيات وصراعهم المحتدم هو الظاهر في عملية إدماج (الفراشة) المنتشرين كالفطر، بينما باطن الأمور يرخي بظلاله في واجهة إنشاء سوق بلدي يفي بمتطلبات المنطقة ويحد من تكريس ظاهرة (الفراشة) وانتشار النفايات وسوء النظافة.
وتدهورت الأحوال وعمت الفوضى، وذهب مسؤولون وجاء خلفهم، دون أن تجد ساكنة الحي حلا للهرج والمرج، وارتفاع منسوب الأزبال وتخلف المفوض لهم تدبير ذلك عن أداء مهامهم كما يجب.
وهاهي الوحدة الرابعة، تعيد التاريخ من جديد إلى الوراء، وتشهد على استمرار المشكل وتأزم الوضع. فأقل ما يمكن توصيفه في هكذا صور لا يعكس الوجه الحقيقي للواقع المشاهد، حيث الشارع مغلق بفعل سيطرة (الفراشة) الكاملة على ثلثي الطريق، وعشرات الكراريس وصناديق الخضر والفواكه والحوت تحجب الرؤية عن معرفة مآل المنطقة وأحوالها الصادمة.
ومن أوجه الغرابة في هذا الموضوع، أن السلطة المحلية غائبة تماما عن أداء مهامها، وإعادة النظام وفقا للقوانين المتبعة، مع العلم أن محاولات عديدة سبقت هذا الكلام، لكن دون جدوى؟.
للإشارة فإن هذه الظاهرة الخطيرة، المتعلقة بسيطرة (الفراشة) على شوارع مراكش، لا ترتبط فقط بحي الداوديات، بل إنها تكاد تشمل كل الأحياء من أقصى المدينة إلى أقصاها، في سيدي يوسف بن علي والمسيرة والمحاميد وإيزيكي ..إلخ. وضع يحتاج لقرار شجاع وقوي، يجسد إرادة التغيير وتفعيل مذكرات الوزارة الوصية وتحسيس الساكنة بأهمية الحفاظ على النظام البيئي والإداري للفضاءات التجارية وغيرها.
(صور من الأرشيف)